آخر إنجازات السينما العربية … لبنان أولا !!

يحرص السينمائي العربي مع نهاية كل عام على معرفة الإنجاز السينمائي الذي أضافته السينما العربية على المستوى العالمي من خلال الحضور الكبير واللافت في المهرجانات او الوصول الى الترشيحات النهايئية في الجوائز السينمائية الكبرى مثل الأوسكار والغولدن غلوب . وبالرغم من الغياب الدائم للفيلم العربي من هذه الناحية إلا أننا شهدنا في السنوات الأخيرة حضورا مهما كما هو مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي ترشح مرتين للأةسكار كأفضل فيلم أجنبي عبر فيلم ” الجنة الآن / Paradise Now ” والذي حصل حينها على الغولدن غلوب كأفضل فيلم أجنبي عام 2006 ثم يعود للترشيح من جديد في أوسكار 2014 عبر فيلمه ” عمر ” قبل أن يقدم الأردني في تجربه الأولى فيلمه الرائع ” ذيب ” والذي ترشح لأوسكار 2016 كأفضل فيلم أجنبي ثم يأتي اللبناني زيد دويري ليدخل ترشيحات الأسكار الأخيرة 2018 عبر فيلمه ” قضية 23 ” أو The Insult . في الوقت الذي كانت فيه المخرجة اللبنانية نادين لبكي تحقق نجاحها الأبرز بالفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2018 عبر فيلمها ” كفر ناحوم ” مما يجعل السينما اللبنانية حاليا هي في مقدمة السينما العربية في تحقيق الحضور والإنجاز العالمي .
والحقيقة أن كلا المخرجين اللبنانيين زياد دويري و نادين لبكي يصلان لمثل هذا الإنجاز بعد عدة تجارب جيدة وملفتة وحققت نجاحاتها هي الأخرى . فالمخرج زياد دويري صاحب الست وخمسين عاما كان قد بدأ أول أفلامه الروائية الطويلة بفيلم جدلي وجيد حقق حضورا مناسبا في مهرجاني كان وتورنتو باسم ” بيروت الغربية ”  1998 والتي يعود من خلاله للسبعينات الميلادية في بيروت المنقسمة مابين الصراع الإسلامي المسيحي الطائفي ليتتبع حياة فتى المدرسة الثانوية طارق الي يصنع أفلامه الخاصة مع أصدقائه . بعدها بست سنوات عام 2004 يقدم فيلما فرنسيا يبتعد فيه عن هويته الاجتماعية قبل أن يعود من جديد عام 2012 الى موضوعه المفضل حول السياسة العربية في المنطقة وقصة عن الصراع العربي/الإسرائيلي من خلال حباة جراح لبناني يعمل في تل أبيب يكتشف سرا مثيرا يتعلق بزوجته !
لكن نجاحه الأكبر في أفضل أفلامه كان فيلمه الرابع والأخير The Insult عام 2017 والمرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي كأول أنجاز لبناني يصل لهذه المرحلة والذي يتناول فيه بشكل جريء تلك الموضوعات ذات الحساسية الاجتماعية بسبب الانعكاس السياسي الذي أحدثته وهو حكاية عن عامل ورشة لبناني محمل بأفكاره الخاصة ومشاعره العدائية يواجه خلافا متصاعدا مع عامل شركة فلسطيني بتاريخ غامض حيث يصل الأمر الى أروقة المحاكم لكنه بالفعل ينعكس على الشارع اللبناني نفسه .
على مستوى مقارب تبدو اللبنانية نادي لبكي تشارك دويري مثل هذه الموضوعات الجدلية كما فعلت في ثاني أفلامها  عام 2011″ هلا لوين ؟ / Where Do We Go Now? ” والذي تذهب فيه بشكل كوميدي الى إحدى القرى الريفية حيث تحاول النساء فيها تخفيف التوترات الدينية الحاصلية مابين المسلمين والمسيحيين من سكان القرية . وهو الفيلم الذي حققت فيه نجاحا جيدا في مهرجان كان خارج المسابقة الرسمية . بعد أن كانت أولى تجاربها في الفيلم الروائي الطويل بعد عدد من الاعمال الصغيرة والفيديو الكليبات فيلم ” سكر بنات / Caramel ” عام 2007 وكان هو الآخر قد شارك في مهرجان كان خارج اطار المسابقة الرسمية وهو عبارة عن  كوميديا رومانسية يستعرض الحياة اليومية لخمسة نساء لبنانيات يعشن في بيروت.وحيث كان الفيلم انطلاقتها الأولى ومعبرا عن مستواها الفني فإنه لم يكن مفاجئا أن تحقق نجاحها الأكبر في فيلمها الثالث ” كفر ناحوم ” والذي حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الأخير بالإضافة لفوزها بجائزة Prix de la citoyenneté وجائزة Prize of the Ecumenical Jury ودخولها ضمن المسابقة الرسمية للتنافس على السعفة الذهبية . حيث يحكي الفيلم عبر دراما  اجتماعية مؤثرة حول صبي يقوم برفع قضية ضد والديه اللذين احضراه لهذا العالم الملي بالعنف والحروب والكراهية والبؤس . واستطاع الفيلم أن يحقق نجاحا كبيرا حينما تم ترشيحه كافضل فيلم اجنبي في جوائز الاوسكار والغولدن غلوب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *