في تاريخ الأفلام الجدلية … ماالفيلم الأكثر جدلا لعام 2018 !!

 
هناك عاملان مهمان لدى صناع الأفلام تعطي الفيلم قيمة كبيرة وتجعله محط الاهتمام … النجاح الفني الذي عادة مايتوج بجوائز السينما الموسمية مابين المهرجانات أو الجوائز السنوية الشهيرة والذي ينعكس غالبا على العاملين في الفيلم من مخرج وكتاب وممثلين وتقنيين . و النجاح التجاري والذي ينشده في العادة كل منتج سينمائي وهو بالتأكيد مايحرك عجلة الإنتاج ويدفعها لآفاق أخرى وتجارب متعددة .. وبطبيعة الحال فإن هناك من الأفلام مايحقق المعادلة الأهم وهي الجمع مابين النجاح الفني بشهادة النقاد وتقييمات الجمهور ومابين النجاح التجاري الذي تعلن عنه شباك التذاكر .
لكن العامل اللآخر الذي ربما يلفت الأنظار لأي فيلم هو قدرته على إثارة الجدل أو الحديث الكثير حوله بسبب موضوعه أو حتى طريقة معالجته لموضوع سابق أو ظروف انتاجه او حتى علاقة أحد أفراد الفيلم بقضية ما خارجة عن الفيلم ربما .. تبدو للوهلة الأولى أن إثارة الجدل مرتبطة بالانتقاد والاحتجاج وتحمل ذلك المعنى السلبي الذي لايرغبه صناع الفيلم لكن الحقيقة أن الأمر ليس كذلك فإثارة الجدل ربما تصنع اختلافا بين وجهت نظر لكن المؤكد أنها ستكون دعاية جيدة للألتفات نحو الفيلم ومشاهدته وتحفز الرغبة في المشاركة بالرأي حوله وهذا بالتأكيد سيحقق نجاحا تجاريا أيضا .
قبل سنوات كانت قد نشرت مجلة Entertainment weekly قائمة بالأفلام الأكثر إثارة للجدل في تاريخ السينما كان أقدمها فيلم المخرج غريفيث الشهير ” مولد أمة / THE BIRTH OF A NATION ” عام 1915 وهو دراما ملحمية تتبع عائلتين امريكيتين أثناء الحرب الأهلية حيث واجه الفيلم جدالا واسعا واعتراضا شديدا بسبب أنه يظهر  الأمريكيين الأفارقة كأشخاص شهوانيين وذوي تفكير طفولي ساذج غير مسؤول و منها مايعود للثلاثينات مثل فيلم المخرج تود بروانينج Freaks حول مجموعة من الأقزام ومشوهي الخلقة يعملون في سيرك حيث استخدم المخرج حالات حقيقية اثارت امتعاض الكثير وتم منع الفيلم من العرض في أكثر من مكان وحذف عدد من اللقطات .فيما اثار أيضا المخرج الشهير إيليا كازان الجدل حول فيلمه في الخمسينات BABY DOLL والمعتمد على قصة للكاتب تينيسي ويليامز والذي يحكي قصة أحد أصحاب محالج القطن حينما قام بمحاولة إذلال أحد المنافسين عن طريق إغواء زوجته التي مازالت عذراء. كان الفيلم قد حقق أربع أوسكارات منها أفضل سيناريو مقتبس لكنه بالمقابل كان الفيلم صادما خاصة للمتدينين، وقد اعترض عليه كبار رجال الدين الكاثوليكيين، وفي نيويورك حرّم الكاردينال على أتباع الكنيسة المتدينين مشاهدة الفيلم. قامت بعض دور العرض بسحب الفيلم على أثر ذلك، وفي الستينات كان هناك الفيلم السويدي I AM CURIOUS ويحكي قصة الفتاة “لينا” التي تقوم بالتجوال الحر عبر الولايات المتحدة وتعيش كل أحداث الستينات مابين معارضة البحرب وجدوى الأنظمة الاجتماعية وحركة الهيبيز إضافة لاستجابتها المتتالية لرغباتها الشهوانية . حينها تم اعتبار الفيلم إباحيا محتويا على عدد من لقطات التعري الجنسية وتم منعه في الولايات المتحدة وذهابه إلى المحكمة لكنه بعد ثلاث معارك قضائية تم السماح بالفيلم أخيرا. أما السبعينات فقد كانت مليئة بعدد من الأفلام المثيرة للجدل على رأسها فيلم المخرج الكبير ستانلي كيوبريك برتقالة آلية / A CLOCKWORK ORANGE  عن الفتى ” أليكس” المراهق الذي  يكوّن عصابة يمارس بها شتى أنواع العنف وأعمال الاغتصاب والقتل، وبعد أن يقبض عليه يتعرض لعملية غسيل مخ في السجن -وفق برنامج إعادة تأهيل تدعمه الحكومة الإنجليزية- هدفها محو قدرته على ممارسة العنف. وقد تم اعتابر الفيلم في البدياة إباحيا لاحتوائه على عدد كبير من لقطات العنف والجنس كما تم اعتباره ملهما لعدد كبير من الجرائم مما دفع “كوبريك” إلى سحب الفيلم من دور العرض، ولم يُتح الفيلم في بريطانيا مرة أخرى على أسطوانات دي في دي إلا عام 2000 بعد وفاة “كوبريك” بعام. إضافة لمجموعة أخرى من أفلام السبعينات المثيرة للجدل مثل فيلم المخرج الإيطالي الراحل الكبير برناردو برتلوشي مع النجم مارلون براندو رقصة التانغو الأخيرة في باريس / LAST TANGO IN PARIS وفيلم المخرج مايكل سيمينو مع النجوم روبيرت دينيرو وميريل ستريب و كريستوفر والكن صائد الغزلان / THE DEER HUNTER وفيلم والتر هيل المحاربون / THE WARRIORS بينما في الثمانينات كان هناك فيلم محرقة آكلبي لحوم البشر / CANNIBAL HOLOCAUSTبسبب كونه فيلما مقززا تم فيه قتل حيوانات حقيقية وفيلم المهخرج الكبير  سكورسيزي المعتمد على رواية كازتزاكي الإغواء الأخير للمسيح / THE LAST TEMPTATION OF CHRIST والذي واجه اعتراضات كبيرة من المؤسات الدينية . وفي التسعينات فيلم شارون ستون الشهير غريزة أساسية / BASIC INSTINCT والذي أدت فيه دور كاتبة شهوانية تقوم بقتل عشاقها المستدرجين وفيلم اوليفر ستون والذي كتب له قصته كوينتن تارنتينو قتلة بالفطرة / NATURAL BORN KILLERS باعتباره  أنه قد  ألهم الكثير من الناس لارتكاب جرائم للظهور في التليفزيون! لأن الفيلم كان قد صور اهتمام الإعلام بالقاتلين وحصولهما على شهرة إعلامية فائقة . وأيضا الفيلم الشهير جي اف كي عن اغتيال كندي فيما ضمت الألفية أفلاما مثل THE DA VINCI CODE و الوثائقي FAHRENHEIT 9/11 وفيلم ميل غيبسون آلام المسيح THE PASSION OF THE CHRIST .
وحينما نعود لسؤالنا الأول هنا عن الفيلم الأكثر جدلا خلال هذا العام فمازال السؤال قائما وإن كان فيلم النمر الأسود Black Panther الذي جمع أيضا بين النجاح التجاري باعتباره أكثر أفلاام السنة دخلا في شباك التذاكر والنجاح الفني عبر التقييمات النقدية والجماهيرية العالية يصلح أن يكون حاليا في واجهة الأفلام المثيرة للجدل بسبب قصته واعتماد بطولته على ممثل من ذوي البشرة السمراء ككسر للانماط المعتادة في الأبطال الخارقين في السينما .
https://m.media-amazon.com/images/M/MV5BYTM4ZDhiYTQtYzExNC00YjVlLTg2YWYtYTk3NTAzMzcwNTExXkEyXkFqcGdeQXVyNjU0OTQ0OTY@._V1_.jpg
 
https://m.media-amazon.com/images/M/MV5BMjMyYjgyOTQtZDVlZS00NTQ0LWJiNDItNGRlZmM3Yzc0N2Y0XkEyXkFqcGdeQXVyNTA4NzY1MzY@._V1_.jpg
 
https://flashbak.com/wp-content/uploads/2017/03/Baby-Doll-1956-a-1280×994.jpg
https://static1.squarespace.com/static/591b44e72994ca5a60a42377/t/59b7c27ac027d86e42462012/1505215119328/a+clockwork+orange+poster.jpg
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *