انتصفت حلقات المسلسل الكويتي ” ملاك رحمة ” الذي تعرضه منصة شاهد @ShahidVOD مع كل يوم أحد وهو مازال يفصح عن حدث أو يزيل الغموض الذي يعتري المسلسل في الوقت الذي يبقيه حيا قدر الإمكان وسط عدد من المشاكل النصية والفنية التي يعانيها العمل بالرغم من كونه عملا مختلفا في موضوعه حسب مسيرة الدراما الكويتية ويعزز في نفس الوقت المنهجية التي تتخذها منصة شاهد في تقديم أعمالها الخليجية والتي تدور غالبا حول عناصر الغموض والتشويق والإثارة والأطروحات الجديدة . هنا قصة رحمة بأداء متفاوت وجيد في أغلبه من الممثلة الكويتية شجون وهي ممرضة تمارس عكس ماتتطليه مهنتها المقدسة حيث تقوم بعمليات قتل تحت ذرائع مختلفة يختلقها لها عقلها المضطرب نتيجة طفولة عنيفة وحياة بائسة وهلوسات مستمرة . في الوقت الذي تقوم رحمة أيضا بتسجيل يومياتها عبر أشرطة الفيديو مما قد يجعل هذا الأمر دليل إدانة فيما لو وقع في يد المحقق الذي يتابع قضية رحمة مشككا بها بسبب وجودها الدائم حول جرائم القتل في المستشفى كما وأن عقلها المضطرب يعزز لها تمسكها بالحياة من خلال حبها لأحد زملائها في العمل حيث يخلق لها المشاهد التخيلية باستجابته لهذا الحب . وفي اختيار ذكي سيعود العمل لفترة الثمانينات الميلادية وهو الامر الذي أحسن المخرج المصري في أول أعماله كمخرج محمد سمير بعد عدة أعمال عمل فيها مصورا في إبرازه مما يفسر جودة الصورة في هذا العمل , كما اننا سنشاهد عدة خطوط زمنية تتعلق برحمة كنوع من التنويع السردي الذي كتبه أحمد العوضي وهو أحد ممثلي العمل دون أن يتخلى أيضا عن خطوط درامية ورومانسية تقليدية معتادة غالبا في الدراما الكويتية . عقدة العمل تقوم على محورية شخصية رحمة ومستوى الغموض المشوق في عمليات القتل التي تحدث لكن إيقاع العمل إجمالا يبدو أبطأ من مسايرة هذه الفكرة إضافة على أن تحميل العمل على شخصية واحدة أظهر الممثلة الجيدة إجمالا شجون الهاجري في أوقات كما لو كانت منهكة أو غير قادرة على التعبير الكافي عن الشخصية .يحتل العمل حاليا مع منتصف حلقاته مرتبة جيدة في الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة شاهد وبطريقة ما يبدو أنه من الجيد مثل هذا التحول في مسار الدراما الكويتية التي غالبا ماتتشبث بمعالمها الخاصة وتبطيء من مجازفة التغيير والتجديد .