دراما الحزن في أفلام الفقد والوجع !

منذ بداية المسرح وفن القصة والتراجيديا -أو تصوير المأساة في أبسط معانيها – من أهم الموضوعات التي نالت اهتمام المؤلفين والفنانين وحضيت أيضا باعجاب الجمهور او تفاعلهم . ولذا فإن السينما تأتي امتدادا طبيعيا في تناول هذا الموضوع بكل درامي فني . لكن مما لاشك فيه أن كمستوى التناول والمعالجة لقصص الحزن والماساة وأحداث الفقد والوجع تتباين مابين المعالجة الدرامية الفنية والمعالجة النمطية والمبتذلة . وهنا يمكا أن نستعرض أبرز أفلام ” الفقد ” او تلك القصص التي يفقد فيها شخص أو عائلة شخصا عزيزا مما ينعكس على طبيعة حياتهم وطريقة تصرفهم فيما بعد ويشكل حالتهم النفسية والعاطفية .
البداية لتكن مع مطلع الثمانينات والفيلم الأوسكاري عام 1980 Ordinary People الذي توج تلك السنة كأفضل فيلم وسيناريو مقتبس وبالطبع أفضل مخرج للنجم المخضرم روبيرت ريدفورد . الذي اعتمد في هذا الفيلم على رواية بنفس الاسم لجوديث غوست صدرت منتصف السبعينات وتحكي  قصة عائلة ثرية تفجع بوفاة ابنها الأكبر وتوتر حياتهم واكتئاب ابنهم الأصغر نتيجة مقتل أخيه .
على نفس المستوى وبمعالجة أكثر عمقا يأتي عام 2001 الفيلم الإيطالي الشهير الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان غرفة الابن/ The Son’s Room فهنا عائلة مستقرة وسعيدة تنقلب حياتهم رأساعلى عقب بعد وفاة ابنهم المفاجيء غرقا ممايدخل الأب وهو طبيب نفسي في دوامة من الحزن والهوس بالحادثة لدرجة أنه اصبح يلوم حياته ووظيفته ومرضاه الذين حرموه كما يعتقد من قضاء وقت أطول مع ابنه .
في نفس السنة وعلى مستوى مختلف في المعالجة أيضا يأتي الفيلم In the Bedroom الذي كان قد رشح كأفضل فيلم ونص مقتبس وافضل ممثل وممثلة وممثلة مساعدة مما يعطي قيمة كبرى للأداءات هنا . فهو لايتوقف عند مقتل الابن واثره على الوالدين الوحيدين وإنما مايمكن أن يفعله هذا المقتل في تغيير تفكير الأم مديرة المدرسة المحترمة والأب طبيب البلدة حينما يحاولان تجاوز هذه الخسارة والحزن بفعل شيء ما .
في عام 2002 يقدم المخرج الكبير جيم شريدان صاحب فيلمي ( باسم الاب , قدمي اليسرى ) فيلما دراميا رائعا باسم   In America ترشح حينها لأوسكار أفضل نص أصلي بالإضافة لأفضل ممثلة وممثل مساعد حيث يحكي الفيلم قصة عائلة ايرلندية صغيرة تهاجر على أثر وفاة طفلهم ذي الخمس سنوات من كندا إلى أمريكا بشكل غير قانوني من |أجل بناء حياة جديدة لكن ذكرى طفلهم الميت لم تزل عالقة . وبالرغم من أن الفيلم لايركز كثيرا على موضوع الفقد واثره لكننا لايمكن إلا أن نلاحظ ان هذه الحادثة تطل بظلها على العائلة بطريقة ما وربما توجه تصرفاتهم واختياراتهم الجديدة .
في عام 2010 تترشح النجمة نيكول كيدمان في الاوسكار والغولدن غلوب كأفضل ممثلة بعد أدائها الرائع والمؤثر في فيلم Rabbit Hole المقتبس عن مسرحية لديفيد ليندسي حيث تؤدي نيكول دور أم كانت بحياة سعيدة مع زوجها تتحول إلى امرأة  مكلومة بوفاة ابنها المفاجيء بحادث سيارة مما يدفعها لعلاقة غامضة مع فنان شاب مضطرب كما يندفع زوجها الذي يلحظ ابتعاد زوجته عنه إلى خيارات أخرى في الحياة أيضا لم يكن ليفكر بها مسبقا .
أخيرا وفي أحد افضل أفلام السنوات الأخيرة Manchester by the Sea الفيلم المرشح لأوسكار أفضل فيلم وإخراج وممثل مساعد وممصلة مساعدة وفائز كأفضل نص أصلي وافضل ممثل لكاسي أفليك وهو يعيش فترة مابعد وفاة أخيه الذي ترك له ابنه ليعتني والم ذكريات وفاة سابقة من الماضي .
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *