60 دقيقة أحد أبرز المسلسلات المصرية مؤخرا على منصة شاهد من كتابة محمد هاشم عبية ( مؤلف المسلسل السعودي “الجدار الرابع ” وأحد كتاب العمل المعروف “في كل اسبوع يوم جمعة “)ومن إخراج مريم أحمدي في عملها الخامس بعد أربع مسلسلات ، وبمشاركة جيدة من الممثلة السعودية فاطمة البنويالمسلسل عبارة عن دراما بحس تشويقي يرتكز على خلق شخصيات محورية تدفع للتعاطف والارتباط مع المشاهد وهي هنا تتمثل في الدكتور أدهم ( الممثل السوري محمود نصر ) في دور طبيب نفسي ذي شهرة ونجاح ووجاهة علمية واجتماعية ، وزوجته ياسمين ( الممثلة المصرية ياسمين رئيس) يعيشان في حالة مستقرة جيدة قبل ان تندفع الاحداث بعيدا للحد الذي نرى فيه الزوجة كما في مطلع المسلسل وهي تستعد لينفذ فيها حكم الإعدام!! وهذا هو الامر التشويقي والغامض الذي علينا أن نترقبه وهو ينبني طيلة الحلقات التسع بشكل أبطأ مما يجب ! بجانب أحداث تشويقية أخرى تتعلق بهاتين الشخصيتين او من حولهما لكن الأمر الجيد برأيي بجانب الأداءات التمثيلية كان من المعالجة البصرية إخراجيا خاصة بالنظر لقلة تجارب المخرجة مريم أحمدي فيما كان النص متمهلا للغاية ومحشوا أحيانا لكنه يتصاعد بشكل أفضل مع منتصف حلقاته التسع وبدت حواراته تقليدية مباشرة غير جذابة غالبا !
التصنيف: مقالات سينمائية
مجموعة من المقالات التي كتبتها منذ بداياتي في الكتابة السينمائية الصحفية عام 2004 في أكثر من مطبوعة ووسيلة نشر بالإضافة للمقالات والتدوينات الجديدة!
الجدار الرابع … غموض داخل النص !
من أواخر الأعمال السعودية على منصة #شاهد @ShahidVOD هذا الشهر مسلسل #الجدار_الرابع كعمل غموض وإثارة يعتمد بشكل أكبر على حشد مجموعة من الشخصيات في مكان واحد و تقديم ومضات سريعة من تاريخها وذكرياتها التي مازالت تداعياتها على شخصياتهم . من كتابة وائل حمدي و محمد هشام عبية ومن إخراج محمد سلامة الذي سعى لأن يلف القصة بالغموض وإثارة التوتر بداية من اختيار المكان ذي القيمة الإنتاجية الجيدة وهو أحد القصور الفخمة عبر قصة مجموعة من الممثلين الشباب الذين يجتمعون في ورشة تدريبية لإجراء التجارب الأولية لمسرحية طموحة جدا بصحبة المنتج
لكن إثارة الغموض تبدأ منذ استلام الجميع رسائل غامضة مهكرة على هواتفهم تهدد بكشف الكثير وهو الأمر الذي سيثير التساؤل مابين المشاهد نفسه وشخصيات العمل عن الهدف والغرض خلف هذا الأمر خاصة مع مشاهد افتتاحية المسلسل التي تشير لوقوع جريمة ما تم التغطية عليها!
القصة تسعى للمحافظة على انتباه المشاهد رغم اضطراب السرد الدرامي عبر الكشف التدريجي وتعليق الحدث المشوق مع نهاية كل حلقة .أداءات متفاوتة لكنها مجتهدة كانت ستحتاج لتدريب أكثر لتكون أكثر تعبيرا عن شخصياتها
الحرامي … كوميديا الأوقات الحرجة!
هذا الشهر تعود إلينا منصة #شاهد ShahidVOD@ عبر أحد أعمالها الأصلية المصرية بالموسم الثاني من مسلسل الإثارة اللطيف بحسه الكوميدي ( الحرامي ) من تأليف محمد بركات والمقتبس من قصة حقيقية وإخراج محمد سلامة وبطولة النجم بيومي فؤاد و رانيا يوسف والشاب اللافت أحمد داش . في الموسم الأول وهو مايبدو فعليا مقتبسا من قصة حقيقية خلافا للموسم الثاني الذي جاء على إثر نجاح الموسم الأول رغم اكتفائه بخمس حلقات .
القصة كانت مقنعة وممتعة وتبرز فيها الكوميديا بشكل لافت حيث تكون أحداثها فترة الحجر الذي فرضته كثير من الدول مع بداية جائحة كورونا . هنا الشاب كمال الذي يعيش بشكل كادح بلا عائلة وبقلب طيب كما يظهر في بداية المسلسل على طريقة مايذكره بليك سنايدر في كتابه الشهير ( أنقذ القطة ) فهو يهرع مباشرة لمطاردة أحد اللصوص حينما قام بسرقة جوال سيدة وهو على دراجته النارية . لكن كمال في الوقت نفسه حينما يعتقد أن الظروف تجبره على أفعال مشينة مثل السرقة فإنه يقوم باقتحام منزل عائلة حيث يعلق هناك دون قدرة على الخروج ومن هنا تبدأ ظرافة الأحداث وإثارتها أيضا . وبحسب مدة كل حلقة لم تتجاوز 25 دقيقة فإن العمل يستحث مشاهديه على المواصلة لأكثر من اعتبار يأتي على رأسها طريقة السرد الجيدة وتكثيف عقد الحكاية ومن ثم فكها بشكل مقنع لايخلو من طرافة أيضا إضافة لسرعة إيقاع العمل وجودة إخراجه وأداءات ممثليه بشكل عام .
في الموسم الثاني والذي جاء بعشر حلقات بإخراج أحمد الجندي وتأليف أحمد فوزي صالح والذي لا يمكننا التفصيل حوله باعتبار أنه يعتمد بطريقة ما على ماانتهى عليه الموسم الأول – والذي كان محفزا لمشاهدة الموسم الثاني بشكل كبير – إلا أن التأليف هنا بعد نهاية القصة الواقعية للموسم الأول كما يشير العمل بدا يأخذ اتجاها مغايرا عبر الإثارة التقليدية بعض الشيء والممزوجة بالحركة ومشاهد القتال والمواجهة وتراجع الحس الكوميدي تدريجيا لكنه في النهاية ظل محافظا بالإجمال على أهم الثيمات الأساسية المتعلقة بالعمل إجمالا كسرعة الإيقاع وتكثيف عقد الحبكة ومعقولية الإخراج فضلا عن تفريع بعض الخطوط الجانبية لإعطاء الشخصيات مساحة أكبر . برأيي أن الموسم الأول تفوق إجمالا لكن الموسم الثاني كان مرضيا لحد ما .
https://shahid.mbc.net/ar/series/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A/series-420845
@ShahidVOD
#ShahidVip
#شاهد
رشاش.. المنعطف المثير عبر دراما واقعية!
لاصوت يعلو هذه الأيام على صوت رصاصات أسلحة رشاش والهاربين معه منذ انطلقت الحلقة الأولى من المسلسل هذا الشهر على منصة شاهد @ShahidVOD ليكون مع انتصاف حلقاته الإنتاج العربي الأكثر إثارة وتشويقا والأكثر إنتظارا وتفاعلا على مواقع السوشل ميديا (بأكثر من 3000 مصوت تجاوز تقييم المسلسل على الموقع الأشهر IMDB.COM 9/10).
وإذا ماتجاوزنا بعض الملاحظات المهمة – والتي كان من الممكن تفاديها – مما يتعلق بطبيعة الحوارات فإننا حينها سنقف أمام منعطف هام ومفصل إنتاجي في مسيرة الدراما السعودية سيحدث الكثير من التغير مستقبلا كما يرجو جميع محبي الدراما السعودية و التواقين إلى تطورها للأفضل، ومن هنا يمكننا أن نذكرأبرز سمات هذا المسلسل استنادا للقيمة الإنتاجية العالية والمستحقة التي وضعت من أجله عبر ستديوهات إم بي سي MBC Studios
لنقل أولا أن هناك ذكاءا كبيرا في اختيار القصة ذاتها والمرتبطة بالتاريخ القريب للمجتمع السعودي والتي أحدثت فيما بعد تغيرا مهماعلى السمتوى الأمني حيث كان إنشاء جهاز أمن الطرق بعد حادثة رشاش قاطع الطريق ومروع المسافرين. ومع تتبع حياة رشاش منذ كان جنديا في الحرس الوطني ثم متورطا في بيع وتوزيع المخدرات حتى تحوله لقاتل مطلوب وقاطع طريق وملاحق من قبل أجهزة أمن الدولة سنجد أننا أمام قصة غاية في التشويق والإثارة ولن تخلو من أبعادها الإنسانية بجانب إظهار الجهود الحثيثة في جهاز الشرطة وإبراز خيطا دراميا مهما يشكل المعادلة التكنيكية التقليدية الهامة في هذا النوع من القصص عبر حياة ضابط الشرطة المكلف بملاحقة رشاش.
ثم هناك اختيار مجموعة من الممثلين الشباب السعوديين والذين أجادوا تقمص الشخصيات بعدما تدربوا كثيرا على تأدية أدوراهم وبذلوا كما يظهر جهدا كبيرا على إعطائنا الإحساس المناسب لشخصيات تلك الفترة بقيادة يعقوب الفرحان ونايف الظفيري وخالد يسلم وإبراهيم حجاج وفيصل الدوخي وفايز بن جريس.
وبجانب الطريقة السردية الجيدة للكاتبة سهى آل خليفة فإننا نقف أيضا أمام طريقة إخراجية وتنفيذية عالية أخذت كامل وقتها في الإعداد والتدريب والتصوير (أكثر من ستة شهور من أجل ثمان حلقات) لتخلق لنا جوا صاخبا بجاذبية وتقدم العديد من المشاهد المبهرة بقيادة المخرج البريطاني كولين تيغ والذي عرفناه سابقا عبر بعض المسلسلات الرائعة مثل شياطين دافنشي/ Da Vinci’s Demons و دكتور هو/ Doctor Who
https://shahid.mbc.net/ar/series/%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D8%B4/series-827617
@ShahidVOD
#ShahidVip
ملاك رحمة … قاتلة من الثمانينات !
انتصفت حلقات المسلسل الكويتي ” ملاك رحمة ” الذي تعرضه منصة شاهد @ShahidVOD مع كل يوم أحد وهو مازال يفصح عن حدث أو يزيل الغموض الذي يعتري المسلسل في الوقت الذي يبقيه حيا قدر الإمكان وسط عدد من المشاكل النصية والفنية التي يعانيها العمل بالرغم من كونه عملا مختلفا في موضوعه حسب مسيرة الدراما الكويتية ويعزز في نفس الوقت المنهجية التي تتخذها منصة شاهد في تقديم أعمالها الخليجية والتي تدور غالبا حول عناصر الغموض والتشويق والإثارة والأطروحات الجديدة . هنا قصة رحمة بأداء متفاوت وجيد في أغلبه من الممثلة الكويتية شجون وهي ممرضة تمارس عكس ماتتطليه مهنتها المقدسة حيث تقوم بعمليات قتل تحت ذرائع مختلفة يختلقها لها عقلها المضطرب نتيجة طفولة عنيفة وحياة بائسة وهلوسات مستمرة . في الوقت الذي تقوم رحمة أيضا بتسجيل يومياتها عبر أشرطة الفيديو مما قد يجعل هذا الأمر دليل إدانة فيما لو وقع في يد المحقق الذي يتابع قضية رحمة مشككا بها بسبب وجودها الدائم حول جرائم القتل في المستشفى كما وأن عقلها المضطرب يعزز لها تمسكها بالحياة من خلال حبها لأحد زملائها في العمل حيث يخلق لها المشاهد التخيلية باستجابته لهذا الحب . وفي اختيار ذكي سيعود العمل لفترة الثمانينات الميلادية وهو الامر الذي أحسن المخرج المصري في أول أعماله كمخرج محمد سمير بعد عدة أعمال عمل فيها مصورا في إبرازه مما يفسر جودة الصورة في هذا العمل , كما اننا سنشاهد عدة خطوط زمنية تتعلق برحمة كنوع من التنويع السردي الذي كتبه أحمد العوضي وهو أحد ممثلي العمل دون أن يتخلى أيضا عن خطوط درامية ورومانسية تقليدية معتادة غالبا في الدراما الكويتية . عقدة العمل تقوم على محورية شخصية رحمة ومستوى الغموض المشوق في عمليات القتل التي تحدث لكن إيقاع العمل إجمالا يبدو أبطأ من مسايرة هذه الفكرة إضافة على أن تحميل العمل على شخصية واحدة أظهر الممثلة الجيدة إجمالا شجون الهاجري في أوقات كما لو كانت منهكة أو غير قادرة على التعبير الكافي عن الشخصية .يحتل العمل حاليا مع منتصف حلقاته مرتبة جيدة في الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة شاهد وبطريقة ما يبدو أنه من الجيد مثل هذا التحول في مسار الدراما الكويتية التي غالبا ماتتشبث بمعالمها الخاصة وتبطيء من مجازفة التغيير والتجديد .
شاهد … وأنميات الطفولة !
في جولة تصفح للمحتوى الذي تقدمه منصة شاهد.نت@ShahidVOD تفاجأت بشكل مفرح بوجود قسم خاص بالأنميات اليابانية والتي أصبحت في السنوات الأخيرة إحدى أهم الإنتاجات المشاهدة وخلقت مجتمعا كبيرا من العشاق الذين تجاوز اهتمامه وشغفه مجرد المشاهدة ومتابعة الجديد إلى خلق عوالم متعددة من الأنمي تهتم بالمانجا – مصدر الأنمي – وإقامة الجوائز السنوية والكثير جدا من قنوات اليوتيوب المتابعة أسبوعيا بملايين المشاهدات للحديث عن الأنمي إجمالا أو حلقات أشهر الأنميات التي تجتاح العالم حيث لم يعد الأمر مجرد قصص رسومية تستهوي الأطفال !
لم يكن القسم كبيرا بما فيه الكفاية فهو في بدايته كما يظهر لي لكن ما أحببته حقا أن القسم الذي خصصته شاهد للأنمي بدأ في عرض مايمكن أن أسميه بأنميات الطفولة وتلك القصص الجميلة التي نشأت معها أجيال متعاقبة وبالنسبة لي وجيلي فهي حالة جميلة من الناستالوجيا… مغامرات السندباد ورحلاته المثيرة التي قدمها فوميوكوروكاوا في السبعينات وبطولة عدنان ولينا وسعيه لإنقاذ البشرية وحبه الكبير للينا وصديقه عبسي والتي قدمها مخرج الأنمي الياباني الأشهر هاياو ميازاكي بعنوان ” فتى المستقبل كونان ” و رحلة فلونة المتعلقة مع أهلها في جزيرة مجهولة والمستوحى من رواية عائلة روبنسون السويسرية ويوميات هايدي اللطيفة مع جدها في جبال وأرياف سويسرا كما كتبتها يوهان شبيري وقدمها صديق ميازاكي وشريكه المخرج الكبير ايزاو تاكاهاتا وسالي وماوكلي فتى الأدغال و زينة ونحول وغيرها من مسلسلات السبعينات والثمانينات الميلادية التي كانت تتسم غالبا بالمعاني الإنسانية والقصص المؤثرة في إطار من التشويق المستمر .فيما على الجانب الآخر لم تكن مكتبة هذا القسم اللطيف تزخر حتى الآن بأنميات الألفية الجديدة التي لايمكن تجاهل العديد من التغيرات الحديثة على موضوعات القصص ورسومها وتحريكها وإغراقها المستمر في عوالم السحر والخيال والفانتازيا والبطولاات الخارقة بجانب الإطار الأخلاقوي العام الذي لاتتخلى وغيرها الإنمياتاليابانية مطلقا , لكنها اكتفت بعدد من أشهر أنمياتالسنوات الأخيرة وأكثرها متابعة مثل الأشهر مطلقا ” ونبيس ” الذي انطلق منذ عام 1999 ومازال يعرض متجاوزا التسعمائة حلقة و ” كينغدوم ” و ” طوكيوغول ” و آخر الأنميات المكتملة هذا العام ” ذا بروميسد نيفيرلاند ” وغيرها من العناوين الجديدة التي تلتقطها المنصة حال نزولها وعرضها في موطنها الأصلي اليابان.
وفي ظل التسابق المحموم بين منصات العرض في توفير الأنميات اليابانية للمشاهدين وخاصة الجديد منها فستكون المهمة المرجوة من منصة شاهد. نت أن تستمر في تقديم كنوز الأنمي القديمة ذات الأثر الوجداني الكبير والمؤثر في نفوس الأطفال وسط هذا الهوس المحتدم بالقتال والبطولات الفردية التي تدشنه الأنميات الجديدة و ألعاب الفيديو غيمز باستمرار هذا الوقت .
https://shahid.mbc.net/ar/anime
#ShahidVip
شيهانة …حكاية سينمائية للواقع والتاريخ القريب !
تتجه منصة شاهد عبر دعمها ” للفيلم السعودي ” والصناعة السينمائية إلى استقطاب بعض الأعمال البارزة والذي كان من آخرها فيلم ” شيهانة ” الذي سبق وأن تواجد في صالات السينما التجارية السعودية أواخر عام 2019 . وهاهو الآن يصبح متاحا للمشاهدة بجانب أعمال سعودية أخرى مثل الفيلم الطويل ” رولم ” ومجموعة أفلام قصيرة جيدة مثل ” أغنية البجع “ , ” كيكة زينة ” , ” بسطة ” ,” خمسون ألف صورة ” وغيرها ..
لنبدأ بالسؤال المهم : مالذي يجعل فيلما سعوديا مستحقا للمشاهدة والحديث عنه ؟ وبطريقة أخرى ماالشيء الذي يضيفه هذا الفيلم لمسيرة الصناعة الفيلمية السعودية ؟
لنتعرف أولا على معلومات الفيلم الأساسية والذي يعتمد على قصة واقعية بفكرة وإشراف الأستاذ دواوود الشريان وإنتاج قناة SBCالسعودية وإخراج المصري خالد الحجر وتأليف الإردنية وفاء بكر ومن تمثيل الطفلة ليان الشهري وميسون الرويلي والممثل خالد صقر وطارق النفيسي .
تم تصوير الفيلم مابين الرياض والأردن وتركيا لمدة ثلاثة شهور لا يبدو أنها سهلة حيث يشير المخرج خالد الحجر لحادثة طريفة حينما تعرضوا في الأردن لإطلاق نار ظنا من الناس أنهم من أتباع ” داعش” بسبب الأزياء والاكسسوارات والمعدات التي يستخدمونها لتصوير المشاهد .وهذا ينقلنا مباشرة للقصة والتي تدور حول أم أرملة تواجه اكتئاب مابعد وفاة زوجها في حادث لتتجه بشكل حاد لاعتناق أفكار دينية متطرفة تدفعها في النهاية لاختطاف ابنها وابنتها تحت غطاء السياحة في تركيا للذهاب بهم نحو مايسمى حينها بالدولة الإسلامية في الرقة في سوريا . وسط محاولات كبيرة وجادة من السفارة السعودية في تركيا لاستردادهم .
والآن لنعد للسؤال من جديد … القصة ليست سهلة التصديق لولا أنها وقائع قريبة شهدنا مثلها وأكثر منها شناعة ولذا فإن اختيار هذا الموضوع الذي يشكل جزءا من التاريخ القريب والمؤثر في المجتمع السعودي هو اختيار جيد وذكي ومهم في نفس الوقت بل إنه مازالت الحاجة ملحة للحديث سينمائيا حول الكثير من الوقائع والأحداث التي مر بها المجتمع السعودي وأثرت فيه . وبقدر مالاحظت أن الحكاية هنا رويت بشكل تقليدي دون ابداع مختلف وتميز سردي لافت إضافة لإخراج يقرب من الحالة التلفزيونية وليس السينمائية من حيث الإيقاع وتكوين المشاهد وتحريك الممثلين واستخدام الموسيقى وزوايا التصوير إلا انه مايثير الاعجاب فعلا هو العمل الجاد والدقيق على تكوين حالة مقاربة للغاية من واقع ماكانت تعيشه ” داعش ” حينها في مدينة الرقة وشوارعها وبيوتها ونظام الحياة الاجتماعية والعسكرية فيها ومستوى الخراب والتدمير والتفجيرات التي حدثت . وهذا يعطي جوابا لبقية السؤال السابق حينما نؤكد إن الفيلم بالفعل يعطي إضافة جيدة ومهمة في مسيرة الفيلم السعودي الذي يعيش بداياته هذه السنوات .
للمشاهدة :
https://shahid.mbc.net/ar/movies/%D8%B4%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A9/movie-player-879883
@ShahidVOD
#ShahidVip
ميناري … دراما الذكريات والطموح !
في خطوة رائعة من الاختيار تسعى من خلالها منصة شاهد لتوفير أبرز الأفلام الدرامية السينمائية من حول العالم تحقق هذه المرة نجاحا مهما في توفير الفيلم ” ميناري ” الذي يحتل المرتبة الثالثةفي القائمة السنوية لموقع النقاد الأشهر Rottentomatoes كأعلى أفلام 2020 تقييما من قبل النقاد بنسبة 98% من واقع 300 مراجعةومقالة نقدية. وبالطبع مثل هذا الحضور الكبير للفيلم ومخرجه وكاتبه لي إيزاك تشاونق –الذي قال ذات مرة عن كتابته لهذا الفيلم إنها بدأت ” لقد بدأت بالنسبة لي ، عندما توقفت عن الإعجاب وبدأت في التذكر ” واضعا العديد من ذكريات الطفولة في فيلمه حينما سمى الفيلمبالكرفس المائي النبات المشهور في كوريا – وبالتالي لم يكن ليدع موسم الجوائز دون أن يضع بصمة كبرى لايمكن نسيانها بدايةبترشيحات البافتا البريطانية ثم فوزه كأفضل فيلم أجنبي في الغولدن غلوب ونهاية بست ترشيحات أوسكارية منها أفضل فيلم وإخراج ونصأصلي وفاز منها بأفضل ممثلة مساعدة ليون يوه جونق وهي تؤدي دور الجدة في الفيلم فيما ترمز لكل التقاليد الكورية التي على الجيلالشغوف والطامح ألا يتجاهلها وهو ماينعكس على قصة الفيلم البسيطة والجميلة في نفس الوقت بشكل شاعري لحد ما حول عائلة كوريةفي أمريكا , لكنها ليست مجرد عائلة مهاجرة تحاول أن تبقى حية ومتماسكة بل إن رب العائلة ( النجم ستيفن يون ) يقود زوجته وأطفالهبطموح كبير وتطلعات عليا للانتقال من كاليفورنيا إلى أركنساس من أجل امتلاك أرض زراعية وبداية مشروعه الخاص الذي سيجعل منهالأنموذج الناجح للإنسان الكوري بعيدا عن وطنه وتحت قبة الحلم الأمريكي . ليواجه حينها عدة صراعات ومعوقات تختبر صبره ومستوىتمسكه واعتداده بهويته وتشكك حتى بطريقة تفكيره وصدقه مع عائلته . يصف الناقد السينمائي الأمريكي دوغلاس ديفيدسون منElements of Madness الفيلم بأنه (حكاية عالمية لدرجة أنك ستستمتع بانتصاراتهم كما لو كانت انتصاراتك وسيتحطم قلبك عندالخسائر.)
ومايجعل برأيي هذه الحكاية تبدو عالمية ينعكس صداها على المشاهد وربما يجد نفسه في شخصية البطل الأب هو مافعله لي ايزاك كتابةوإخراجا حيث تناول الشخصية بأبسط معاييرها النفسية والانفعالية وأضاف جوا عائليا حميميا وخاصة بحضور الجدة ينحو إلى التصويرالمشهدي اللطيف أكثر من الحدث الأنعطافي والدافع للقصة فبدا الفيلم كلوحة عائلية محببة لاتستعجل فيهم كمشاهد حدوث تغيرات جذريةبقدر ماتشعر تجاههم بمودة وعطف وعدد غير قليل من اللحظات الطريفة والمضحكة . إيقاع هاديء وتكوين واسع لعدة كوارد مريحة تكشفالطبيعة والمكان بشكل جميل وتحريك مبسط ومعقول لحضور الممثلين .. أعتقد أنها كانت طريقة مثلى لتقديم هذه الحكاية .
@ShahidVOD
#ShahidVip
#Minari
أبرز مخرجي كان 2019 !
في الرابع عشر من مايو الحالي ينطلق المهرجان السينمائي الأول في دورته الثانية والسبعين والذي كان قد بدأ منذ عام 1946 في مدينة كان الفرنسية.حيث سنشهد هذه السنة عودة الكثير من المخرجن المتميزين والمنتظرين من أنحاء العالم عبر مشاركتهم في المسابقة الرسمية . وإن كان أغلبهم ممن دأب على المشاركة المستمرة في هذا المهرجان العتيق وحقق السعفة الذهبية مسبقا لأكثر من مرة مثل البلجيكيين الأخوة داردن جين بيير ولوك الذين سبق لهم الفوز بالسعفة الذهبية عام 1999 عبر فيلم Rosetta ثم عام 2005 عبر فيلم L’enfant إضافة لفوزهم بجوائز أخرى عبر سنوات متتالية مثل أفضل نص أو جائزة لجنة التحكيم الكبرى .حيث سيشاركان هذا العام بفيلم Young Ahmedحول مراهق بلجيكي من اصل عربي يخطط لقتل معلمه بعدما تبنى أفكارا متطرفة بفعل تفسيره الخاطيء للقرآن .
أيضا لدينا هذا العام مخرج آخر كان قد ربح سعفتين ذهبيتين هو البريطاني كين لوش الذي فاز مسبقا عام 2006 عبرفيلم The Wind that Shakes the Barley ثم بعد عشر سنوات 2016 عبر فيلم I, Daniel Blake حيث سيشارك هذا العام بفيلم Sorry We Missed You وهو دراما حول سائق توصيل وعائلته يكافحان وسط ظروف اقتصادية سيئة والأزمة المالية عام 2008 من اجل حياة أفضل في إنجلترا . كما يشهد المهرجان عودة المخرج الأسباني الشهير بيدروالمودفار والذي شارك لأاكثر من مرة لكنه لم يحصل سوى على جائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو بينما يعقد آماله بالحصول على السعفة من خلال فيلمه الجديد Pain & Glory بعد توقف ثلاث سنوات حيث يقدم في هذا الفيلم مايشبه السيرة الذاتية عن حياته هو كإنسان ومخرج .
كما تشهد المسابقة الرسمية هذا العام مشاركة ابن مهرجان كان الكندي إكزافيه دولان الذي بدأ المشاركة منذ عام 2009 وهو في سن العشرين فقط محققا نجاحا لافتا عبر فيلمه I Killed My Mother قبل أن يتمكن لاحقا من الحصول جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع المخرج الكبير غودار عبر فيلم Mommy عام 2014 ثم جائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 2016 بفيلم It’s Only the End of the World وهاهو هذا العام يطمع للسعفة الذهبية بفيلمه الجديد Matthias & Maxime .حول العلاقات كما هي موضوعاته المفضلة.
كما تشهد هذه الدورة عودة المخرج الفلسطيني الرائع إيليا سليمان الذي كان قد لفت الأنظار إليه في دورة عام 2002 حينما حقق جائزة لجنة التحكيم بفيلمه الشهير ” يد إلهية ” . وبعد انقطاع لعشر سنوات يعود إيليا للإخراج عبر دورة هذا العام بفيلم الدراما الكوميدية It Must Be Heaven وهو حول فلسطين كما هي عادته من خلال سفره لأكثر من مكان حيث يجد أوجه التشابه الكبير بين الناس وغير المتوقع بشكل كوميدي .
ومن كوريا الجنوبية يشارك وللمرة الخامسة في مهرجان كان بونق جون هوو الذي بالرغم من عدم تحقيقه أي جائزة إلا أنه اكتسب شهرة جيدة من خلال أفلامه مثل تحفة الغموض والتشويق والجريمة عام 2003 Memories of Murder . حيث يشارك هذا العام بفيلمه الجديد Parasite حول مجموعة من العاطلين تعمل في تنسيق والعناية بحدائق الأثرياء إلى أن يتوروطوا بحدث غير متوقع . ومن أمريكا سنشاهد المخرج المتميز جيم جارموش وأبرز المشاركين حيث سبق له المشاركة بعشرة أفلام خلال 25 سنة منذ عام 1984 مع فيلمه الثاني Stranger Than Paradise لكنه لم يحصل خلال هذه المشاركات على السعفة الذهبية بالرغم من حصوله على جوائز أخرى مهمة مثل جائزة لجنة التحكيم الكبرى و الكاميرا الذهبية . ولايبدو مرشحا قويا لهذه الدورة أيضا بفيلمه الجديد الكوميدي الساخر والفانتازي المرعب The Dead Don’t Die حول مدينة هادئة عليها ان تواجه حشد الزومبي الأموات الذين خرجوا من قبورهم . كما يعود المخرج الشهير تيرينس ماليك للمشاركة الثالثة في مهرجان كان بعد أن فاز بمشاركته الأولى عام 1978 كأفضل مخرج عبر فيلم Days of Heaven ثم فاز بالسعفة الذهبية عام 2011 في مشاركته الثانية عبر فيلم The Tree of Life وهاهو الآن يشارك للمرة الثالثة بفيلمه الجديد A Hidden Life حول مزارع نمساوي يرفض القتال من أجل النازية في الحرب العالمية الثانية.
كما تشهد هذه الدورة مشاركة الإيطالي مركو بيلوشيو وللمرة التاسعة عبر فيلمه الجديد The Traitor عن الحياة الحقيقية لتوماسو بوسشتا أول مخبر عن المافيا في صقلية 1980. والصيني دياو يي نان الفائز بالدب الذهبي في برلين 2014 عن فيلمه Black Coal, Thin Ice حيث يشارك في كان للمرة الثانية فقط بفيلم دراما جريمة أيضا The Wild Goose Lake . حول رجل عصابات في حالة هروب مضحيا بكل شيء من أجل عائلتن . كما سنرى المخرج الروماني الرائع كورنيليوبرومبيو حيث سبق له المشالركة أربع مرات فاز منها بالكاميرا الذهبية ثم الفيبرسي عبرابرز أفلامه كان عام 2009 Police, Adjective بينما يشارك هذا العام بفيلمه الأخير The Whistlers وهو كوميديا حول رجل اعمال يتم اطلاق سراحه بمساعدة شرطي على أن يعيش في جزيرة تستوجب عليه أن يتعلم لغتهم المحلية الصعبة . والبرازيلي كليبر ميندونكا فيلهو الذي شارك للمرة ألولى عام 2016 بفيلمه الرائع Aquarius وهاهو الآن يشارك بفيلم دراما غموض وخيال علمي باسم Bacurau .حول مخرج يسافر لقرية من أجل عمل وثائقي لكنه يكتشف أن أهل القرية ليسوا كما يبدون عليه و أن هناك أسرار خطيرة مخبئة . إضافة للفرنسية سيلين سيسياما التي شاركت مرتين مسبقا منذ أول أفلامها 2007 Water Lilies وتشارك الآن للمرة الثالثة عبر رابع أفلامها Portrait of a Lady on Fire وهو دراما تاريخية حول رسام نساء في جزيرة منعزلة في بريتاني نهاية القرن الثامن عشر عليه أن يرسم صورة زفاف لامرأة شابة.
*نشر في مجلة ( زهرة الخليج )
https://www.zahratalkhaleej.ae/Article/562241/%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D9%8A-%C2%AB%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86-2019-%C2%BB
الجوكر… احتفاء جماهيري وبرود نقدي!
(لقد كرهت هذا الفيلم، وهذه ليست مزحة.. هل هذا هو المكان الذي هبطنا فيه؟ الطريقة الوحيدة للتعامل مع القضايا المعاصرة والأمل في اجتذاب جمهور ما.. هي نجم فيلم كوميدي؟ ربما كان الأمر كذلك، لكنني لم أجد شيئاً أستمتع به في هذا الفيلم.. أرحب بالأفلام التي تتصدى لقضايا اليوم بأسلوب درامي أو كوميدي، لكنني لم أستمتع بالسخرية من القبح لمدة ساعتين. هذا كل ما يقدمه جوكر).
كان هذا تعليق الناقد الكبير والمؤلف السينمائي العريق ليونارد مالتين في مقالته الأخيرة عن فيلم «جوكر»، وهو الناقد الذي يحظى بقبول كبير في الوسط السينمائي على مستوى النقد والتقييم، ويعد أحد أبرز النقاد حالياً وأشهرهم، حيث أنهى مؤخراً سنته الـ30 في برنامجه الشهير Entertainment Tonightـ الذي بدأه مطلع الثمانينات، وصاحب الكتاب المرجعي (دليل أفلام ليونارد مالتين) والذي جمع فيه أكثر من 16 ألف نبذة تقييمية للأفلام كانت تتجدد مع كل طبعة سنوياً.
ظاهرة نادرة
بالتأكيد ليس مالتين أو غيره من مشاهير النقد السينمائي هم الفصل والقول الحاسم في تقييم فيلم «الجوكر» أو غيره، لكن الإشارة إليه تأتي كأنموذج لمستوى التقييم النقدي للفيلم والبرود، وربما الامتعاض والسخرية من عدد كبير من النقاد تجاه الفيلم، وهو في رأيي ما يشكل ظاهرة نادرة نسبياً أن نرى تبايناً شديداً ما بين النقاد والجمهور تجاه فيلم ما. فمن جهة النقاد وحسب الموقع الأشهر www.rottentomatoes.com المعني بجمع مقالات النقاد وآرائهم، فمن بين أكثر من 450 ناقداً سينمائياً من أنحاء العالم وفي مختلف وسائل النشر، نجد أن الفيلم لم يتجاوز مجمل تقييمه الفني 69% وهو ما يجعله فيلماً جيداً أو مقبولاً فقط، وهذا ما يظهر التباين من جهة الجمهور والمصوتين في أشهر المواقع السينمائية مثل موقع IMDB، حيث حصل الفيلم على تقييم 9 من 10 لأكثر من 170 ألف مصوت، جعله يحتل حالياً المرتبة التاسعة في القائمة الشهيرة لأفضل 250 فيلماً في التاريخ، بل إنه حتى المشتركين في موقع rottentomatoes من غير النقاد، كانوا قد منحوا الفيلم 90% فضلاً عن الاحتفاء الكبير في شباك التذاكر، حينما حقق الفيلم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول في دور العرض السينمائية، حينما حصد في الولايات المتحدة وحدها 40 مليون دولار، أي أنه أكبر رقم يحققه فيلم في افتتاحية عرضه في شهر أكتوبر.
انبهار
بينما حقق حول العالم ما يقارب 100 مليون دولار وهو الفيلم الذي لم تتجاوز ميزانيته 55 مليون دولار. وحتى هذه اللحظة فهو الفيلم الأشهر لعام 2019 ليس لأنه حصد جائزة الأسد الذهبي في «مهرجان فينيسيا» سبتمبر الماضي، أو أنه سيكون مرشحاً أولياً في جوائز الأوسكار كأفضل فيلم ونص وإخراج، وجائزة حتمية كأفضل ممثل لخواكين فونيكس عن دوره المذهل في أداء شخصية آرثر فليك التي أصبحت الجوكر، وإنما أيضاً هو الظاهرة السينمائية الجديدة حالياً والأبرز في السنوات السينمائية الأخيرة، حيث نشهد في الكثير من وسائل النشر ومواقع التواصل الاجتماعي عدداً هائلاً من مقالات المدح والانبهار، ومقاطع الانتشاء بروح الجوكر ورمزيته والعديد من التحليلات ما بين الفنية والسيكولوجية والتاريخية، تحت إطار واحد تشير لكونه فيلماً عظيماً استثنائياً كما يراه عشاقه ومعجبوه.
تباين
من هنا يأتي التساؤل حول هذا التباين الكبير تجاه تلقي الفيلم. وإذا ما تجاوزنا النقدين السياسي والفكري تجاه الفيلم، باعتباره أداة احتفاء بالتمرد ومناهضة المجتمع وأساليب الطبقية والتهميش والتلاعبات السياسية البراغماتية والنزعة إلى الأناركية، فإن محور النقد لدى أغلب هؤلاء النقاد، يتعلق بالمعالجة، التي بني عليها الفيلم من خلال المخرج تود فيليبس، والذي كتب الفيلم أيضاً برفقة سكوت سيلفر، باعتبارها معالجة سطحية وساذجة ومفتعلة خاصة بالقياس مع الفيلم الملهم للفكرة، وهو التحفة السينمائية الشهيرة للمخرج مارتن سكورسيزي Taxi Driver عام 1976، بشخصيته الشهيرة ترافيس بيكل التي أداها روبيرت دي نيرو أحد أبرز ممثلي فيلم الجوكر أيضاً، وهي الشخصية المعادلة لشخصية آرثر فليك / الجوكر، من حيث المفهوم والنزعة مع الاختلاف الكبير في عمق المعالجة لمصلحة الكاتب باول شريدر مؤلف فيلم «سائق التاكسي». وهذه النقطة تحديداً هي التي يتمسك بها النقاد دائماً تجاه أي فيلم يستلهم فكرته من فيلم سابق يرونه أفضل وأكثر أصالة في طرح الفكرة ومعالجتها. لكننا في الوقت نفسه سنلحظ الإجماع حول أداء خواكين فونيكس، وشبه الاتفاق حول نجاح تجربة المخرج تود فيليبس باعتباره معروفاً بأفلامه الكوميدية مسبقاً حينما خاض غمار تقديم هذه الدراما السوداوية المثيرة أيضاً.
تمرين فارغ
يقول الناقد الشهير في نيويورك تايمز منذ عام 2000 أي. أو. سكوت عن الفيلم (يجب أن يكون الفيلم مثيراً للاهتمام في المقام الأول: يجب أن يكون لديه – إن لم يكن وجهة نظر متماسكة على الأقل – مجموعة من الموضوعات المدروسة ومثيرة للتفكير، نوع من التواصل الخيالي مع العالم نحن نعرف ذلك. إن Joker تمرين فارغ ضبابي بأسلوب سلبي وفلسفي من الدرجة الثانية، ليس له أي شيء من ذلك).
- نشر في مجلة ” زهرة الخليج “