6 أفلام سعودية طويلة لعام 2019

  • مع استمرار انتاج الأفلام السعودية القصيرة التي بدأت منذ منتصف العقد الأول من الالفية الجديدة واستمرار مهرجان أفلام السعودية في دورته الخامسة بالدمام حتى الآن فضلا عن العديد من برامج وصناديق الدعم المتنوعة التي تحفز مسيرة صناعة الأفلام القصيرة قبل الطويلة إلا أن هذه السنة تميزت السينما السعودية بالعام الأفضل منذ بداياتها حينما قدمت ستة أفلام طويلة تم عرضها مابين الصالات السينمائية والمشاركة المهرجانات الدولية .وهذا التميز جاء كما من حيث عدد الأفلام المنتجة وكيفا من حيث المستوى الفني الذي وصلت إليه والذي انعكس في مشاركاتها الخارجية .

 
أولا / فيلم (المرشحة المثالية)  لهيفاء المنصور
شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسا الشهير للمنافسة على جائزة الدب الذهبي  ضمن 21 فيلم يتواجد فيه مخرجون كبار مثل السويدي روي اندرسون والبولندي رومان بولانسكي   والياباني كوريدا وحتى تود فيليبس وفيلمه الجوكر
يتطرق الفيلم لموضوع تمكين المرأة عبر قصة طبيبة ترشح نفسها للانتخابات وسط عوائق اجتماعية
ثانيا /       فيلم (سيدة البحر) لشهد أمين
والذي شارك أيضا في مهرجان فينيسا وفاز بجائزة فيرونا للفيلم الأكثر إبداعا
وتدور أحداث الفيلم في إطار أسطوري، حول قصة فتاة يافعة تنشأ في قرية فقيرة تحكمها تقاليد مظلمة تتمثل في تقديم الإناث من أطفالها لمخلوقات غريبة تعيش في البحر.
ثالثا /       فيلم (آخر زيارة) لعبد المحسن الضبعان
ومن كتابة فهد الاسطاء شارك في المسابقة الرسمية لقسم ايست اند ويست في مهرجان كارلو فيفاري في التشيك ومهرجان مراكش في المغرب وهو حول فجوة علاقة مابين الاب والابن تتزامن مع حدوث حالة اختفاء طفل في زيارة عارضة للعائلة لقرية مسقط رأس الاب من أجل رؤية والده المحتضر
رابعا /    فيلم (المسافة صفر) لعبدالعزيز الشلاحي
ومن كتابة مفرج المجفل وقد  فاز الفيلم  في مهرجان أفلام السعودية دورته الأخيرة بجائزة افضل فيلم وفاز مؤخرا بجائزة أفضل إنجاز فني في مهرجان الإسكندرية في دورته الخامسة والثلاثين
يتعرض الفيلم إلى التحولات الاجتماعية والفكرية بالسعودية خلال عدة أعوام  من خلال شاب  مضطرب صاحب استوديو تصوير فوتوغرافي تسبب في إيداع رفيقه في السجن بتهمة ضلوعه في الإرهاب لكن الماضي يلاحقه.
خامسا /     فيلم ( رولم ) لعبدالاله القرشي
وهو أول فيلم سعودي يتم عرضه في الصالات التجارية السعودية وكان قد فاز أيضا بجائزة الصقر الخليجي  في مهرجان العين السينمائي في الامارات كأفضل فيلم طويل
وتدور أحداثه حول شخصية مخرج شاب سعودي يحاول بعد تخرّجه من قسم صناعة الأفلام في الجامعة أن يخرج فيلما عن مدينة جدة، ولكن تواجهه العديد من الصّعوبات إلى أن يقابل العم فريد الذي كان أحد صانعي الأفلام في حقبة السبعينات، وتبدأ رحلتهما سوياً،
سادسا / فيلم ( نجد ) لسمير عارف
والذي عرض في مهرجان أفلام السعودية في دورته الأخيرة وهو من كتابة وإنتاج خالد راجح ومن تمثيل نجوم الدراما مثل حياة الفهد وإبراهيم الحربي وزهرة الخرجي وميساء مغربي وعلي السبع ومريم الغامدي والفيلم دراما تاريخية تعود للخمسينات الميلادية وقصة التطور في البلد
 
 

مسامير … ماالذي يعنيه فيلم سعودي ناجح !

ماالذي يعنيه فيلم سعودي في صالات السينما ؟
إذا مانظرنا لحداثة العرض السينمائي في الصالات التجارية والتي بدأت  منذ أقل من سنتين فقط ومن ثم حداثة التجربة السينمائية السعودية ذاتها حيث يأتي الفيلم ( مسامير ) كثالث فيلم سعودي يتم عرضه تجاريا في صالات السينما بعد الفيلم الأول ( رولم ) لمخرجه عبدالإله القرشي و فيلم ( شيهانة ) المنتج من التلفزيون السعودي والتي لم تحقق نجاحا او حضورا ملفتا ولم تدم طويلا في صالات العرض فإننا يمكن أن نغير في سؤال المقدمة ليصبح :
مالذي يعنيه فيلم سعودي ناجح في صالات السينما ؟
وهنا علينا أن نستبين كلمات السؤال بشكل أدق فحينما نقول سعودي فهولايعبر فقط عن جنسية المنتج وكاتب العمل ومخرجيه والقائمين خلفه ( ميركوت ) بقيادة  مالك نجر وعبدالعزيز المزيني وليس تعبيرا عن موضوع الفيلم وطبيعة البيئة التي تجري فيها أحداثه وإنما الأهم من ذلك هو أن ( مسامير ) بهويته وشخصياته ملتصق بذهنية المشاهد السعودي منذ فترة طويلة تقارب العشر سنوات حينما بدأ مالك نجر بطرح مقاطع وفيديوهات قصيرة على اليوتيوب محققا نجاحا كبيرا في المتابعة ومكرسا العديد من الثيمات والشخصيات في الثقافة المرئية داخل أوساط الشباب السعودي وعوالم النكتة المحكية ولذا فإن حجم الانتظار للفيلم كان بحجم الإقبال الشديد الذي حضي به الفيلم منذ أول عروضه في التاسع من يناير 2020 حيث تصدر شباك التذاكر السعودي لفترة طويلة وسط مجموعة من عروض الأفلام الأجنبية ومنها الأفلام التي حصلت على ترشيحات أوسكارية . أليس الامر مذهلا بهذا الشكل !!
هذا النجاح المهم ربما كان مترقبا لحد ما عند البعض حيث كان المتداول منذ افتتاح الصالات السينمائية أن أبرز المرشحين من الانتاجات السعودية لتحقيق نجاحا  تجاريا وإقبالا جماهيريا هي تلك الأعمال التي حشدت عددا كبيرا من المتابعين والمترقبين لسنوات طويلة عبر اليوتيوب والقنوات مثل ( مسامير ) و ( شباب البومب ) و ( تلفاز 11 ) او الأعلام التي سيمثلها نجوم كبيرة ذات شعبية طاغية مثل الممثل النجم ( ناصر القصبي ) وهذا مااتضح أيضا في عروض مسرحية ( الذيب في القليب ) ضمن موسم الترفيه في الرياض حينما أكمل 40 عرضا بحضور مكتمل في كل مرة !!
ومع ذلك فإن معاينة نجاح ( مسامير ) واقعيا هي حينما يحدثك الكثير أنهم لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر عرض وحتى بعد أسبوعين من بدايته وهو أمر ملفت ومفعم أيضا بالكثير من المشاعر الجيدة التي تعزز الأمل والتطلع لسينما سعودية ومن ثم الأمل في دفع ( المنتج ) السعودي لخوض غمار التجربة إذا اتخذ أسباب النجاح بشكل فعلي وتعامل مع الأمر بأسرار الصناعة السينمائية والتي لاتشابه الإنتاج التلفزيوني الذي اعتاده . ولذا فإن نجاح فيلم ( مسامير ) المبهج هذا ربما يمثل انعطافة لافتة في مسيرة الإنتاج السينمائي السعودي .
هل هذا هو النجاح الوحيد !! لا بالطبع ففكرة الإقبال الجماهيري والنجاح التجاري ليست كافية لمبدعين مثل مالك وعبدالعزيز واللذين عملا بجهد كبير خلال سنوات طويلة قبل أن يتوجاها بهذا الفيلم . ولذا فإن النجاح الآخر يتمثل في الانطباع العام الذي أحدثه الفيلم لدى المشاهدين … حالة جيدة  إجمالا من الرضى وشعور مستمر من المتعة أثناء المشاهدة وحديث طويل حول الفيلم وشخصياته من مختلف المشاهدين بتفاوت أعمارهم مع كل عرض وهم يرون الشخصيات التي عهدوها لسنوات ( سلتوح ’ الكلب , سعد غنام , بندر … ) وهم يخوضون مغامرة جديدة وربما مختلفة نوعا ما لكنها مازالت نفس الشخصيات العابثة والمضحكة .
يقول الكاتب والمثقف الروائي السعودي المعروف سعد الدوسري في مقالة له مبررا هذا النجاح  ( هناك من يعمل برؤية واضحة وبجدول زمني وبقراءة واقعية للمعطيات والمتطلبات والتحولات … فحجم الاحترافية في العمل عالية على درجة تجعلك تؤمن بأنك أمام فريق يدرك تماما ماذا يعمل وإلى أين يتجه .. وأظن أن تجربة فيلم مسامير يجب أن تكون أيقونة محلية تقدم لصناعة الأفلام الشباب الخطوات الرئيسية للنجاح خاصة أنهم في غمار تحد لايقبل أنصاف الحلول )
بينما غرد الكاتب عبد السلام الوايل الإستاذ المشارك في العلوم الاجتماعية بجامعة الملك سعود بعد مشاهدته للفيلم في تحليل طبيعة موضوع الفيلم قائلا ( الثيمة الرئيسية في فيلم مسامير من وجهة نظري كانت هي العدالة الاجتماعية , وتجلى طرح هذه الثيمة على طول الفيلم في توزيع الاعتراف المجتمعي بالإنجاز والثمار المتأتية عنه وقصره على قاعدة اجتماعية ضيقة , أي القاعدة التي يمثلها الدكتور رئيس نادي ” الابطال ” وشريكه فليس هناك صراع يذكر بين الخير والشر بل صراع بين قوى اجتماعية في مواجهة الشر .. لم يكن الخط التراجيدي حيا في الفيلم لكن شخصيات الشبان الثلاثة رسمت ببراعة .. فما ينتهي الفيلم بتوزيع باهت للاعتراف المجتمعي ) فيما علق الدكتور خالد اليحيى بعد التدشين الرسمي الخاص  للفيلم في الخامس من يناير والذي كان وسط احتفالية رائعة واحتفائية كبيرة تعتبر حدثا جديدا مشبعا بالاعتزاز على مستوى سعودي حضره الكثير من المعنيين بالصناعة ومشاهير السوشل ميديا وصناع الأفلام والمثقفين والفنانين حيث قال ( صنع بشغف , بانتماء , بمرح , وبالكثير من الأمنيات لمستقبل باذخ )
والآن بعد هذا الاعتراف الجماهيري الكبير من حيث الحضور والتعليقات لنصل إلى النقطة الأهم في الحديث عن المستوى الفني للفيلم وهو برأيي مايهتم له كثيرا صناع الفيلم الذين لايمكن إلا أن تلحظ تطلعهم الدائم للأفضل وشغفهم الحقيقي بالنجاح والإنجاز .. لنقل مبدأيا ان الفيلم على مستوى الشكل كان جيدا بدرجة مرضية ومتوقعا بطبيعة الحال فهو يلتزم بالثيمة البصرية والشكلية لهوية مسامير المعروفة مع بعض الإضافات في مستوى الرسم والتفاصيل وبالطبع التحريك والإخراج الذي كان في فترات كثيرة يعمل على محاكاة ثيم الرسوم المتحركة الشهيره وإيقاعها وهي نقطة جميلة تحسب للفيلم , وفيما اختار صناع الفيلم موضوعا تمتزج فيه الكوميديا بالإثارة والتشويق والخيال العلمي وشيء من الغموض وتوظيف جميع الشخصيات المعروفة بأدوار محددة فإني أعتقد أن هذا الموضوع ليس هو الخيار الأفضل للإنطلاق بالرغم من أنه يتيح مساحة كبيرة للتحرك .. فالقصة أن الثلاثي المعروف والكسول ( سلتوح , الكلب , سعد ) يتوجهون بعد فقدانهم لمسكنهم الخاص لإنشاء نادي للأبطال ويساهمون في إنقاذ المدينة من أحد الأشرار الذي يمتلك مادة قاتلة ستسبب دمارا كبيرا للمنطقة بموازاة الخط الآخر المتعلق بفتاة ذكية وطموحة جدا تتوصل لاختراع روبوت متطور يقوم بمختلف المهام لكنها لاتجد التشجيع الكافي الذي يتبنى عملها وبطبيعة الحال سيحدث ذلك التقاطع المنتظر بين الخطين .. تأتي المشكلة برأيي من عدة جهات .. فالنص مفتعل بطريقة تقليدية للغاية وساهم التوظيف الدعائي والاعلاني لعدد من الشركات والمنتجات في تعزيز هذا الافتعال ولا يمكن إلا أن تلاحظ أيضا الافتعال في توظيف الشخصيات ذاتها بعدد من الأدوار والأحداث وكأنه محاولة إرضاء لمختلف المشاهدين . ومن جهة أخرى فإن سردية الفيلم كانت متباينة جدا ومتعثرة أحيانا ففي حين أن النص يأخذ حرية أكبر بمشاهد عادية ليتحرك فيها أكثر مما ينبغي وكأنه ذلك الإحساس من صناع الفيلم بالراحة حينما يتحركون في هذه المساحة فيعززون الخط الكوميدي الذي يجيدونه واعتادوا عليه على حساب السرد والإيقاع فضلا عن ان صناع الفيلم لم يتخلصوا تماما من الأراء الشخصية والمواقف الذاتية تجاه الكثير من القضايا والصراعات الاجتماعية وإطلاق الحكم والمواعظ المباشرة- وهو ماكان ينجح كثيرا في السابق- فكان يتم التعليق بحدة فيها وهو للأمانة مابدا مضحكا للجمهور لكنه برأيي لم يكن إيجابيا للنص وبالتالي سنلحظ قبل أن ينتهي الفيلم أننا جلسنا فترة طويلة لمتابعة الحدث والذي كان متوقعا باستثناء إحدى الخدع الجميلة في النهاية والذي يكشف عنها الفيلم لكن الأغلب ستجد أنهم يتحدثون عن طول مدة الفيلم التي قاربت الساعتين لقصة تستحق أقل حتى لاتبدو بهذا الترهل دون أن ننسى أن الفلم مدعم بعدة أغان تأتي بين الفينة والأخرى كانت جيدة بالمجمل ولايخفى الغرض من ورائها في تكريس الأغنية كثيمة شعبوية كما هو الحادث في حلقات سابقة من مسامير ومنها مايستحق بالفعل  وليس كلها .
وإذا ماأردت تلخيص الرأي النقدي من جديد تجاه الفيلم فسأقول انه فيلم ناجح تمكن من تحقيق أكثر التطلعات المنتظرة وتمت فيه العناية بجهد وحرص بكل عوامل الفيلم ومعاييره لإشباع الجمهور سوى الجانب السردي الذي في رواية الحدث وبناء الشخصيات ومستوى تفاعلها مع الحدث ومساحة الحركة التي من المفترض أن يوفرها النص غالبا بشكل متزن فعلى سبيل المثال في مرحلة مايسمى بالتهيئة او البداية والتمهيد والتي تكون غالبا في كل نص وفيلم ربما  أخذ هنا الوقت الكثير للتعبير عن حالة البؤس والفراغ الذي عاشه الابطال الثلاثة بعد أن فقدوا سكنهم المتواضع ليعيشوا مرحلة التشرد قبل ان تتفاقم الأحداث مع إنشاء نادي للأبطال الخارقين.
لكن في النهاية علينا ألا ننسى أن هذا النجاح من التجربة الأولى لأول فيلم سعودي أنميشن  والمتوج مؤخرا بالعرض على المنصة الأشهر و الأولى في المشاهدة عالميا ( نتفليكس ) هو مبشر مبهج لما هو قادم وبحسب مسيرة استديو ميركوت بمقاتليه مالك وعبدالعزيز – الذي بدأ بمقاطع فيديو على اليوتيوب الى حلقات متسلسلة ومن ثم تجربة فيلم قصير ناجح ومتفوق يتجاوز 40 دقيقة بعنوان ” تحريات كلب ” وعمل آخر مختلف في موضوعه وشخصيات يمثل أعلى مراحل النضج السردي والقصصي برأيي ” يعرب ” – فإننا سنترقب مستوى آخر أكثر إتقانا وتعبيرا فنيا .

في تاريخ الأفلام الجدلية … ماالفيلم الأكثر جدلا لعام 2018 !!

 
هناك عاملان مهمان لدى صناع الأفلام تعطي الفيلم قيمة كبيرة وتجعله محط الاهتمام … النجاح الفني الذي عادة مايتوج بجوائز السينما الموسمية مابين المهرجانات أو الجوائز السنوية الشهيرة والذي ينعكس غالبا على العاملين في الفيلم من مخرج وكتاب وممثلين وتقنيين . و النجاح التجاري والذي ينشده في العادة كل منتج سينمائي وهو بالتأكيد مايحرك عجلة الإنتاج ويدفعها لآفاق أخرى وتجارب متعددة .. وبطبيعة الحال فإن هناك من الأفلام مايحقق المعادلة الأهم وهي الجمع مابين النجاح الفني بشهادة النقاد وتقييمات الجمهور ومابين النجاح التجاري الذي تعلن عنه شباك التذاكر .
لكن العامل اللآخر الذي ربما يلفت الأنظار لأي فيلم هو قدرته على إثارة الجدل أو الحديث الكثير حوله بسبب موضوعه أو حتى طريقة معالجته لموضوع سابق أو ظروف انتاجه او حتى علاقة أحد أفراد الفيلم بقضية ما خارجة عن الفيلم ربما .. تبدو للوهلة الأولى أن إثارة الجدل مرتبطة بالانتقاد والاحتجاج وتحمل ذلك المعنى السلبي الذي لايرغبه صناع الفيلم لكن الحقيقة أن الأمر ليس كذلك فإثارة الجدل ربما تصنع اختلافا بين وجهت نظر لكن المؤكد أنها ستكون دعاية جيدة للألتفات نحو الفيلم ومشاهدته وتحفز الرغبة في المشاركة بالرأي حوله وهذا بالتأكيد سيحقق نجاحا تجاريا أيضا .
قبل سنوات كانت قد نشرت مجلة Entertainment weekly قائمة بالأفلام الأكثر إثارة للجدل في تاريخ السينما كان أقدمها فيلم المخرج غريفيث الشهير ” مولد أمة / THE BIRTH OF A NATION ” عام 1915 وهو دراما ملحمية تتبع عائلتين امريكيتين أثناء الحرب الأهلية حيث واجه الفيلم جدالا واسعا واعتراضا شديدا بسبب أنه يظهر  الأمريكيين الأفارقة كأشخاص شهوانيين وذوي تفكير طفولي ساذج غير مسؤول و منها مايعود للثلاثينات مثل فيلم المخرج تود بروانينج Freaks حول مجموعة من الأقزام ومشوهي الخلقة يعملون في سيرك حيث استخدم المخرج حالات حقيقية اثارت امتعاض الكثير وتم منع الفيلم من العرض في أكثر من مكان وحذف عدد من اللقطات .فيما اثار أيضا المخرج الشهير إيليا كازان الجدل حول فيلمه في الخمسينات BABY DOLL والمعتمد على قصة للكاتب تينيسي ويليامز والذي يحكي قصة أحد أصحاب محالج القطن حينما قام بمحاولة إذلال أحد المنافسين عن طريق إغواء زوجته التي مازالت عذراء. كان الفيلم قد حقق أربع أوسكارات منها أفضل سيناريو مقتبس لكنه بالمقابل كان الفيلم صادما خاصة للمتدينين، وقد اعترض عليه كبار رجال الدين الكاثوليكيين، وفي نيويورك حرّم الكاردينال على أتباع الكنيسة المتدينين مشاهدة الفيلم. قامت بعض دور العرض بسحب الفيلم على أثر ذلك، وفي الستينات كان هناك الفيلم السويدي I AM CURIOUS ويحكي قصة الفتاة “لينا” التي تقوم بالتجوال الحر عبر الولايات المتحدة وتعيش كل أحداث الستينات مابين معارضة البحرب وجدوى الأنظمة الاجتماعية وحركة الهيبيز إضافة لاستجابتها المتتالية لرغباتها الشهوانية . حينها تم اعتبار الفيلم إباحيا محتويا على عدد من لقطات التعري الجنسية وتم منعه في الولايات المتحدة وذهابه إلى المحكمة لكنه بعد ثلاث معارك قضائية تم السماح بالفيلم أخيرا. أما السبعينات فقد كانت مليئة بعدد من الأفلام المثيرة للجدل على رأسها فيلم المخرج الكبير ستانلي كيوبريك برتقالة آلية / A CLOCKWORK ORANGE  عن الفتى ” أليكس” المراهق الذي  يكوّن عصابة يمارس بها شتى أنواع العنف وأعمال الاغتصاب والقتل، وبعد أن يقبض عليه يتعرض لعملية غسيل مخ في السجن -وفق برنامج إعادة تأهيل تدعمه الحكومة الإنجليزية- هدفها محو قدرته على ممارسة العنف. وقد تم اعتابر الفيلم في البدياة إباحيا لاحتوائه على عدد كبير من لقطات العنف والجنس كما تم اعتباره ملهما لعدد كبير من الجرائم مما دفع “كوبريك” إلى سحب الفيلم من دور العرض، ولم يُتح الفيلم في بريطانيا مرة أخرى على أسطوانات دي في دي إلا عام 2000 بعد وفاة “كوبريك” بعام. إضافة لمجموعة أخرى من أفلام السبعينات المثيرة للجدل مثل فيلم المخرج الإيطالي الراحل الكبير برناردو برتلوشي مع النجم مارلون براندو رقصة التانغو الأخيرة في باريس / LAST TANGO IN PARIS وفيلم المخرج مايكل سيمينو مع النجوم روبيرت دينيرو وميريل ستريب و كريستوفر والكن صائد الغزلان / THE DEER HUNTER وفيلم والتر هيل المحاربون / THE WARRIORS بينما في الثمانينات كان هناك فيلم محرقة آكلبي لحوم البشر / CANNIBAL HOLOCAUSTبسبب كونه فيلما مقززا تم فيه قتل حيوانات حقيقية وفيلم المهخرج الكبير  سكورسيزي المعتمد على رواية كازتزاكي الإغواء الأخير للمسيح / THE LAST TEMPTATION OF CHRIST والذي واجه اعتراضات كبيرة من المؤسات الدينية . وفي التسعينات فيلم شارون ستون الشهير غريزة أساسية / BASIC INSTINCT والذي أدت فيه دور كاتبة شهوانية تقوم بقتل عشاقها المستدرجين وفيلم اوليفر ستون والذي كتب له قصته كوينتن تارنتينو قتلة بالفطرة / NATURAL BORN KILLERS باعتباره  أنه قد  ألهم الكثير من الناس لارتكاب جرائم للظهور في التليفزيون! لأن الفيلم كان قد صور اهتمام الإعلام بالقاتلين وحصولهما على شهرة إعلامية فائقة . وأيضا الفيلم الشهير جي اف كي عن اغتيال كندي فيما ضمت الألفية أفلاما مثل THE DA VINCI CODE و الوثائقي FAHRENHEIT 9/11 وفيلم ميل غيبسون آلام المسيح THE PASSION OF THE CHRIST .
وحينما نعود لسؤالنا الأول هنا عن الفيلم الأكثر جدلا خلال هذا العام فمازال السؤال قائما وإن كان فيلم النمر الأسود Black Panther الذي جمع أيضا بين النجاح التجاري باعتباره أكثر أفلاام السنة دخلا في شباك التذاكر والنجاح الفني عبر التقييمات النقدية والجماهيرية العالية يصلح أن يكون حاليا في واجهة الأفلام المثيرة للجدل بسبب قصته واعتماد بطولته على ممثل من ذوي البشرة السمراء ككسر للانماط المعتادة في الأبطال الخارقين في السينما .
https://m.media-amazon.com/images/M/MV5BYTM4ZDhiYTQtYzExNC00YjVlLTg2YWYtYTk3NTAzMzcwNTExXkEyXkFqcGdeQXVyNjU0OTQ0OTY@._V1_.jpg
 
https://m.media-amazon.com/images/M/MV5BMjMyYjgyOTQtZDVlZS00NTQ0LWJiNDItNGRlZmM3Yzc0N2Y0XkEyXkFqcGdeQXVyNTA4NzY1MzY@._V1_.jpg
 
https://flashbak.com/wp-content/uploads/2017/03/Baby-Doll-1956-a-1280×994.jpg
https://static1.squarespace.com/static/591b44e72994ca5a60a42377/t/59b7c27ac027d86e42462012/1505215119328/a+clockwork+orange+poster.jpg
 

مع برلين.. أول جوائز السنة السينمائية الجديدة

  • في منتصف فبراير كان مهرجان برلين السينمائي ثالث أهم المهرجانات السينمائية في العالم قد اعلن عن جوائزه السنوية بمشاركة سبعة عشر فيلما في دورته التاسعة والستين والتي اعتبرها الكثير من النقاد من أضعف الدورات في السنوات الأخيرة وأقلها وهجا لغياب الكثير أيضا من المخرجين الكبار والمنتظرين عادة . فقد كان أبرز المشاركين المخرج الفرنسي المعروف فرانسويس اوزون صديق المهرجان حيث يشارك هذه السنة للمرة الخامسة والذي استطاع أن يحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى عبر فيلم   By the Grace of God عن ثلاثة من أصدقاء الطفولة حينما يلتقون يتجه بهم الأمر للمقارنة بين حياتهم الأن مهنيا وأسريا وتجاربهم الشخصية التي مروا بها خلال هذه السنوات مما يلقي الضؤ عاى شيء من ممارسة الكنيسة . مما حدا ببعض النقاد لوصفه باعتباره نسخة فرنسية من الفيلم الأمريكي Spotlight  فيما عبر عنه آخرون بأنه ” مُبهر، قصة حساسة ومؤثر عن فضائح الكنيسة “
  • المخرج الآخر الذي كان منتظرا هو التركي فاتح آكن الذي كان قد فاز عام 2004 بالدب الذهبي في برلين عن فيلم Head-On حيث قدم هذا العام فيلما بدا مخيبا للآمال والتطلعات حيث يحكي عبر فيلمه The Golden Glove قصة قاتنل تسلسلي في السبعينات كان قد أفزع سكان هامبورغ . لكن بعض النقاد وصف الفيلم أيضا بكونه ” مثير للجدل ” و “جريء ” و ”  مليء بالمشاهد العنيفة” بينما رأي البعض أنه ”  تمجيد لقاتل متسلسل لا فائدة منه “
  • كان الأمر يبكون لصالح المهرجان لو أن المخرج الصيني الكبير زانغ ييمو لم يسحب فيلمه الجديد One Second ويؤجل عرضه للسنة القادمة .
  • على مستوى آخر كان المهرجان قد افتتح بفيلم The Kindness of Strangers من إخراج الدنماركية لوني شيرفيغ التي قدمت عام 2009 فيلمها الجميل An Education كما أنها سجلت حضورا كبيرا في مهرجان برلين عام 2001 بفيلم Italian for Beginners والذي حصل حينها على جائزة لجنة التحكيم والفيبرسي . لكنها هذه المرة حصلت على مراجعات متوسطة من النقاد عن فيلمها هذا الذي يحكي قصة أربعة من الأشخصا يعانون أسوأ الأزمات في حياتهم .
  • فيما جاءت نتائج جوائز المهرجان بفوز الفيلم الفرنسي Synonyms بجائزة الدب الذهبي كافضل فيلم ويحكي قصة شاب إسرائيلي يذهب الى فرنسا هربا من جنسيته . حيث جاءت اوصاف النقاد للفيلم بأنه ” جريء، مثير، فيلم غريب بعض الشيء لكنه ممتع “
  • فيما حققت المخرجة الألمانية أنجيلا شانليك  في مشاركتها الأولى في برلين جائزة أفضل إخراج عن فيلمها I Was at Home, But   والذي يحكي قصة اختفاء طالب في الثالثة عشر من عمره لمدة أسبوع دون أي أثر ثم عودته بشكل مفاجيء لتنهض معه الكثير من الأسئلة مع أمه ومعلمته . والتي تغير نظرتهم للحياة . فيما انقسمت الآراء حول الفيلم بكونه ” من أقوى الأفلام في المنافسة، فاشل، به لحظات جميلة لكن لم يكن مميز بالشكل المطلوب “
  • بينما حقق الفيلم الإيطالي Piranhas جائزة افضل سيناريو حول عصابة مسلحة من المراهقين في شوارع نابولي في المشاركة الأولى في برلين للمخرج الشاب كلاوديو جيوفانيسي والذي حضي بإشادات نقدية جيدة بجانب طاقم التمثيل الشبابي خلافا للفيلم الذي حصل على مراجعات نقدية متوسطة.
  • بينما جاءت جوائز افضل ممثل وممثلة للصينية Yong Mei والممثل الصيني Jingchun Wang  عن دورهما في فيلم So Long, My Son  والذي يحكي قصة زوجين يتأقلمان مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الواسعة التي تحدث في الصين منذ الثمانينيات وحتى الوقت الحاضر . والذي حضي بردود فعل ممتازة ووصفه البعض بأنه  ” أكثر فيلم متكامل في المنافسة، تحفة،  مليء بالمشاعر الصادقة “
  • كما كانت جائزة أفضل أول فيلم من نصيب المخرج الألماني ميهميت آكيف عن فيلمه Oray ذلك الرجل المسلم الذي يتشاجر مع زوجته فيطلقها ثلاثا ليقع في ورطة حينما يفتيه الإمام بوجوب مفارقة زوجته .
  • فيما كانت هناك مجموعة من الآراء عن بعض الأفلام حتى وهي خارج المسابقة مثل التجربة الإخراجية الأولى للممثل البرازيلي المعروف  Wagner Moura   الشهير بدور اسكوبرا في مسلسل ” ناركوس ” وسلسلة أفلام Elite Squad  حيث حصل على مراجعات نقدية جيدة  من خلال فيلم Marighella عن الكاتب السياسي البرازيلي كارلوس ماريغيلا , كما حصل النجم كاسي أفلك عبر فيلمه الجديد في مشاركته الأولى في برلين خارج المسابقة Light of My Life حول أب وابنته  يحاصران في غابة .

آخر إنجازات السينما العربية … لبنان أولا !!

يحرص السينمائي العربي مع نهاية كل عام على معرفة الإنجاز السينمائي الذي أضافته السينما العربية على المستوى العالمي من خلال الحضور الكبير واللافت في المهرجانات او الوصول الى الترشيحات النهايئية في الجوائز السينمائية الكبرى مثل الأوسكار والغولدن غلوب . وبالرغم من الغياب الدائم للفيلم العربي من هذه الناحية إلا أننا شهدنا في السنوات الأخيرة حضورا مهما كما هو مع المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي ترشح مرتين للأةسكار كأفضل فيلم أجنبي عبر فيلم ” الجنة الآن / Paradise Now ” والذي حصل حينها على الغولدن غلوب كأفضل فيلم أجنبي عام 2006 ثم يعود للترشيح من جديد في أوسكار 2014 عبر فيلمه ” عمر ” قبل أن يقدم الأردني في تجربه الأولى فيلمه الرائع ” ذيب ” والذي ترشح لأوسكار 2016 كأفضل فيلم أجنبي ثم يأتي اللبناني زيد دويري ليدخل ترشيحات الأسكار الأخيرة 2018 عبر فيلمه ” قضية 23 ” أو The Insult . في الوقت الذي كانت فيه المخرجة اللبنانية نادين لبكي تحقق نجاحها الأبرز بالفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2018 عبر فيلمها ” كفر ناحوم ” مما يجعل السينما اللبنانية حاليا هي في مقدمة السينما العربية في تحقيق الحضور والإنجاز العالمي .
والحقيقة أن كلا المخرجين اللبنانيين زياد دويري و نادين لبكي يصلان لمثل هذا الإنجاز بعد عدة تجارب جيدة وملفتة وحققت نجاحاتها هي الأخرى . فالمخرج زياد دويري صاحب الست وخمسين عاما كان قد بدأ أول أفلامه الروائية الطويلة بفيلم جدلي وجيد حقق حضورا مناسبا في مهرجاني كان وتورنتو باسم ” بيروت الغربية ”  1998 والتي يعود من خلاله للسبعينات الميلادية في بيروت المنقسمة مابين الصراع الإسلامي المسيحي الطائفي ليتتبع حياة فتى المدرسة الثانوية طارق الي يصنع أفلامه الخاصة مع أصدقائه . بعدها بست سنوات عام 2004 يقدم فيلما فرنسيا يبتعد فيه عن هويته الاجتماعية قبل أن يعود من جديد عام 2012 الى موضوعه المفضل حول السياسة العربية في المنطقة وقصة عن الصراع العربي/الإسرائيلي من خلال حباة جراح لبناني يعمل في تل أبيب يكتشف سرا مثيرا يتعلق بزوجته !
لكن نجاحه الأكبر في أفضل أفلامه كان فيلمه الرابع والأخير The Insult عام 2017 والمرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي كأول أنجاز لبناني يصل لهذه المرحلة والذي يتناول فيه بشكل جريء تلك الموضوعات ذات الحساسية الاجتماعية بسبب الانعكاس السياسي الذي أحدثته وهو حكاية عن عامل ورشة لبناني محمل بأفكاره الخاصة ومشاعره العدائية يواجه خلافا متصاعدا مع عامل شركة فلسطيني بتاريخ غامض حيث يصل الأمر الى أروقة المحاكم لكنه بالفعل ينعكس على الشارع اللبناني نفسه .
على مستوى مقارب تبدو اللبنانية نادي لبكي تشارك دويري مثل هذه الموضوعات الجدلية كما فعلت في ثاني أفلامها  عام 2011″ هلا لوين ؟ / Where Do We Go Now? ” والذي تذهب فيه بشكل كوميدي الى إحدى القرى الريفية حيث تحاول النساء فيها تخفيف التوترات الدينية الحاصلية مابين المسلمين والمسيحيين من سكان القرية . وهو الفيلم الذي حققت فيه نجاحا جيدا في مهرجان كان خارج المسابقة الرسمية . بعد أن كانت أولى تجاربها في الفيلم الروائي الطويل بعد عدد من الاعمال الصغيرة والفيديو الكليبات فيلم ” سكر بنات / Caramel ” عام 2007 وكان هو الآخر قد شارك في مهرجان كان خارج اطار المسابقة الرسمية وهو عبارة عن  كوميديا رومانسية يستعرض الحياة اليومية لخمسة نساء لبنانيات يعشن في بيروت.وحيث كان الفيلم انطلاقتها الأولى ومعبرا عن مستواها الفني فإنه لم يكن مفاجئا أن تحقق نجاحها الأكبر في فيلمها الثالث ” كفر ناحوم ” والذي حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الأخير بالإضافة لفوزها بجائزة Prix de la citoyenneté وجائزة Prize of the Ecumenical Jury ودخولها ضمن المسابقة الرسمية للتنافس على السعفة الذهبية . حيث يحكي الفيلم عبر دراما  اجتماعية مؤثرة حول صبي يقوم برفع قضية ضد والديه اللذين احضراه لهذا العالم الملي بالعنف والحروب والكراهية والبؤس . واستطاع الفيلم أن يحقق نجاحا كبيرا حينما تم ترشيحه كافضل فيلم اجنبي في جوائز الاوسكار والغولدن غلوب .

ممثلون خلف الكاميرا … تجارب إخراجية ناجحة لعام 2018 !!

مما يمكننا وصفه للعام السينمائي الفائت 2018 ومايشكل أحد سماته هي أنه كان عاما للعديد من الممثلين وبعضهم من غير النجوم المشاهير – الذين تجرأوا للوقف خلف الكاميرا بدلا من الوقوف أمامها ليقدموا كمخرجين وإن شركوا تمثيلا أيضا أفلاما لاقت قدرا جيدا من الاستحسان الجماهيري والإعجاب النقدي .
وبطبيعة الحال فإن وجود الممثل المخرج او الممثل الذي يراوح كل فترة مابين الإخراج والتمثيل هي ظاهرة معروفة سينمائيا. كلينت ايستوود مثلا كان قد بدأ التمثيل عام 1955 واصبح نجما عبر عدد من الأفلام الشهيرة خاصة أفلام الويسترن التي قدمها العظيم سيرجيو ليون قبل أن يتجه ايستوود نفسه للإخراج عام 1971 حتى هذا اليوم ليقدم 37 فيلما بعضها يتحتل مكانة عالية في الأفلام السينمائية مثل Unforgiven الفائز بأوسكار افضل فيلم وإخراج أيضا وهي المرة الثانية التي يفوز بها مخرجا حيث حدث تاليا في فيلم Million Dollar Baby إضافة لترشيحه عن فيلم Mystic River مما يؤكد اعتباره مخرجا كبيرا بجانب كونه ممثلا مرموقا . النجم ميل غيبسون أيضا كانت إنجازاته كمخرج أفضل منها كممثل فقد فاز باوسكار الإخراج عن الفيلم الشهير Braveheart وترشح عن آخر أفلامه Hacksaw Ridge . كيفن كوستنر بدأ ممثلا عام 1981 لكن أفضل إنجازاته حينما تولى الإخراج ليقدم فيلمه الأشهر والأفضل الرقص مع الذئاب Dances with Wolves عام 1990 والذي فاز عبره بأوسكار افضل فيلم وإخراج . والقائمة لاشك لن تتوقف فضلا عن الممثلين النجوم الذين يمارسون الإخراج بين فترة وأخرى مثل روبيرت دينيرو وشون بين وبين آفليك وأنجلينا جولي وسارة بوللي وغيرهم .
أما عام 2018 فيمكننا الحديث عن أربعة من الممثلين الذين يقدمون تجارب إخراجية جديدة حضيت بنجاح ملحوظ . بدياة بالأشهر بينهم جوناه هيل حيث يغلب على هذه الأسماء أنها لاتكاد تذكر في صفوف النجوم المشاهير ماعدا جوناه الذي بدا التمثيل عام 2004 واشتهر كممثل كوميدي عبر أفلام مثل The 40-Year-Old Virgin , Knocked Up , Superbad  لكنه حقق إنجازا مهما كممثل حينما ترشح مرتين لأوسكار افضل ممثل مساعد عبر فيلمي Moneyball , The Wolf of Wall Street . والعام الماضي 2018 خاض تجربته الإخراجية الأولى ومن كتابته أيضا عبر فيلم Mid90s حيث يعود لفترة التسعينات ليتتبع حياة الفتى ستيفي ذي الثلاثة عشر عاما والذي يقضي حياته مابين بيته المضطرب وأصدقاء التزلج الذين تعرف عليهم . الفيلم حضي باعجاب جماهيري وتقييم جيد وشارك في مهرجان برلين السينمائي كما فاز كأحد أفضل عشرة أفلام مستقلة لدى جمعية National Board of Review وعبرت الناقدة أماندا سينك عبر   The Hollywood Outsider بأن جونا هيل هنا ” مزج من خلال أول ظهور له مع الحنين والعاطفة ، وإلقاء الضوء على الصراعات في سن المراهقة ” .
الممثل الآخر الأقل شهرة لكنه ربما الأبرع أداء هو بأول دانو والذي اشتهر بدوره في فيلم بأول توماس أندرسون وفي مواجهة النجم الكبير دانيال دي لويس عبر فيلم There Will Be Blood . حيث قدم أيضا فيلمه الأول أخراجا وكتابة Wildlife حيث استعان بالنجمين جاك غلينهال و كاري موليغان ليقدم دراما جميلة حول عائلة تتهاوى أمام نظر ابنها حينما يقرر الاب ترك الأسرة للذهاب خلف وظيفة خطرة فيما تعيش الام وحدة غاضبة . الفيلم بجانب الإعجاب الجماهير فقد حضي باعجاب نقدي كبير وشارك في عدة مهرجانات أهمها مهرجان كان السينمائي ثم مهرجان لندن وساندانس ومومباي وتورينو وتورنتو . وصف الناقد فيكو كانغيانو من CineXpress الفيلم بأنه ” دراما عائلية خفية ، لكنها قوية ، تتضمن أفضل أداء مهني من قبل كاري موليجان. ” . فيما يرى الناقد فيليب مارتن من Arkansas Democrat-Gazette بان باول دانو وشريكته في الكتابة زوي كازان ” طوّرا   بشكل حاذق عملًا حلوًا ومرّحًا في فيلم يحتفظ بالنغمة بينما يثني الحجة نحو النسوية البراغماتية ”
في النهاية يمكن أن نشير أيضا إلى الممثل جون كراسينسكي وتجربته الناجحة جدا في فيلم A Quiet Place أحد أشهر أفلام السنة وأفضل أفلام الرعب والإثارة في السنوات الأخيرة بالرغم من أنه العمل الثالث الذي يخرجه بعد فيلمين لايكاد يذكران سابقا . وأيضا الممثل البارع وغير المعروف جول إيدغرتون والذي قدم أداءا كبيرا في فيلم Loving استحق عليه الترشيح كافضل ممثل عن فيلم دراما في الغولدن غلوب عاد ليقدم تجربة إخراجية ثانية بعد تجربته الأولى عام 2015 بفيلم The Gift حيث قدم فيلما دراميا بعنوان Boy Erased حضي بإعجاب نقدي وجماهيري عبر قصة أحد الخطباء المعمدانيين وهو يرسل ابنه للمشاركة في برنامج مخصص لذوي الميول المثلية بقصد تقويمهم !!

2018 سنة الأفلام المرعبة !!

منذ مطلع السينما وهناك العديد من أفلام الرعب التي لاقت رواجا بين المشاهدين الذين يرغبون عاد في اختبار مشاعر الخوف والفزع الآمن وصدمة المفاجآت وبالتالي فقد اشتهرت أيضا شخصيات الرعب العديدة مثل دراكولا وفرانكشتاين منذ بداية السينما حيث اشتهرت بعضها حتى على المستوى الفني والإضافة المهمة لتاريخ السينما كما هو الفيلم الألماني الصامت للمخرج إف دبليو مورناو عام 1922 Nosferatu   أو أفلام جيمس ويل عن فرانكشتاين عام 1931 Frankenstein وفيلمه الآخر عام 1935 بعنوان عروس فرنكشتاين Bride of Frankenstein أو ربما اشتهر على المستوى الشعبي واصبح ايقونة لأفلام الرعب كما هو فيلم السبعينات الشهير ” طارد الأرواح / The Exorcist ” للمخرج وليام فريدكين .
كما وأنه قد اشتهر أن تحضى أفلام الرعب بسلسلة متواصلة بسبب شهرتها ونجاها التجاري حتى ولو على حساب المستوى الفني وتقدير النقاد كما هي سلسلة Scream التي بدأت عام 1996 واستمرت حتى 2011 من خلال أربعة أجزاء . ومن قبلها السلسة الأشهر Halloween وبطلتها جيمي لي كورتيس حيث بدأت منذ عام 1978 مع مخرج أفلام الرعب الشهير جون كاربنتر في أفضل أجزء السلسلة  واستمرت 40 سنة حيث كان هذا العام الجزء السادس منها .
وإضافة لهالوين وعودة بعض الأفلام السابقة بأجزاء جديدة  مثل Insidious: The Last Key  , The First Purge , The Predator , وغيرها … فإن  مايجعل هذه السنة مميزة لأفلام الرعب التي لم تتوقف مطلقا منذ بداية السينما هو المستوى الفني الذي وصلت إليه أفلام الرعب لتحضى بالاعجاب الجماهيري والنقدي على حد سواء بغض النظر عن طبيعة الموضوعات المعتادة في أفلام الرعب مابين الأرواح أو المخلوقات القاتلة أو القتلة المجنونين أو الرعب النفسي ولذا يمكن القول أن هذه السنة تمثل سنة جيدة لأفلام الرعب حتى على مستوى شباك التذاكر .
ولعل ابرز أفلام الرعب لهذا العام هي

A Quiet Place

حيث يقدم جون كرانيسكي تمثيلا وإخراجا قصة في غاية من الإثارة والتشويق لما بعد نهاية العالم وعائلة تحاول النجاة في حالة من الصمت المطبق حيث أن أي صوت يمكن ان يجلب تلك الكائنات القاتلة شديدة السمع . حضي الفيلم باعجاب جماهيري واسع واشادات نقدية عالية  كما  حقق أرباح خيالية ففيما كلف الفيلم 17 مليون دولار فإنه قد جنى أكثر من 332 مليون دولار حول العالم .
 

Hereditary

عن عائلة تتوفى فيها الجدة لتبدأ سلسلة غريبة متلاحقة من الأحداث الغامضة والمخيفة التي لاتترك أحدا من أفراد العائلة حتى تنكشف أسرار هذا الأمر . الفيلم هو تجربة أولى لمخرجه آري آستر والذي استطاع أن يستعين بنجوم التمثيل الكبار مثل غابرييل بايرن وتوني كوليت . الفيلم أيضا حضي بإعجاب المشاهدين إجمالا وإشادات نقدية أيضا حتى وصفه الناقد كلينت وورثنتون بأنه (منذ باديته يغرس مخالبه فيك ولايدعك حتى النهاية ) ! كما وكان الفيلم ناجحا على المستوى التجاري حيث حقق أكثر من 77 مليون دولار حول العالم فيما لم تتجاوز تكلفة الفيلم 10 مليون دولار .
 

Mandy

أكثر مايشكله الفيلم هو عودة النجم نيكولاس كيج لتقديم فيلم جيد يحضى بكل هذا الإعجاب النقدي حتى وصفه أحدهم بأنه ( في كل لقطة قناعة توضيحية ثقيلة بمعرفة محكمة وطاقة غامضة ) فيما يرى آخر أن الفيلم جيد مثير حتى بكونه ( دموي ومقرف ) ! الفيلم بأسلوب خاص جدا وطريقة غير تقليدية يقدمها مخرجه بانوس كوسماتوس في ثاني أفلامه حول قصة زوج في منزل منعزل يتعرض وزوجته لهجوم وحشي من مجموعة هيبيز متوحشة مما يدفعه للإنتقام .
 

Annihilation

يحكي فيلم المغامرة المرعب قصة عالمة بيولوجية في رحلة بعثة سرية استكشافية بمنطقة يسودها الغموض ولا تنطبق فيها قوانين الطبيعة. اهتمام المخرج بالتفاصيل الصغيرة جعل من هذه القصه فيلما رائعاً يفوق توقعاتك

Bird Box

أحد أنجح أفلام السنة واكثرها شهرة حيث تابعه الملايين عبر شبكة نتفليكس التي استعانت بالمخرجة الدنماركية الشهيرة سوزان بيير لتقدم هنا دراما مرعبة حول أم ( سادنرا بولوك ) تسعى لحماية طفليها والانتقال بهم إلى بر الأمان وهم مغمضو العينين لأن مجرد النظر سيقودهم إلى الجنون وقتل النفس حيث يستولي على النس حينها شيء مخيف غير مرئي
 

Upgrade

هذا الفيلم رغم تصنيفه كفيلم رعب إلا أنه يغلب عليه ان يكون فيلما مثيرا بقالب من قصص الخيال العلمي المتقنة حيث في المستقبل القريب وسيطرة التكنلوجيا الكبيرة على حياة البشر لايجد غراي الذي تعرض وحبيبته لحادث مقصود إلا أن يوافق على زرع شريحة كمبيوتر تجريبية داخله لتمكنه من العودة إلى المشي بدلا من الكرسي المتحرك والقيام بمهمة الانتقام التي يسعى لها . يصف النقاد بن ساشز من شكاغو رديدر الفيلم بطريقة ملفتة حيث يقول ( قد يكون تحول الفيلم السلس إلى استفزاز فكري هو الشيء الأكثر إثارة للدهشة في الأمر )
 
 

Unsane

المخرج الكبير ستيفن سوديربيرج عاد هذه السنة من خلال فيلم رعب هو الآخر في قصة يلفها الغموض والإثارة حيث يتم إيداع امرأة إحدى المصحات العقلية للعلاج حيث تواجه أشد مخاوفها التي لانعلم ماإذا كانت حقيقة أم خيال . يصف الناقد رتشارد برودي من مجلة نيويوركر الفيلم بأنه ( فيلم غاضب لايدل إلا على حيوية السينما نفسها التي لايمكن كبتها .. وأنه تجربة ناجحة لسوديربيرج )
 
 

مهرجان كان … منصة عودة الكبار

مع بداية كل عام يترقب السينمائيون والمتابعون عودة مخرجيهم المفضلين الذين ربما توقفوا طويلا لالتقاط أنفاسهم . ويبدو مهرجان كان السينمائي أهم المهرجانات وأشهرها والذي بدأ منذ منتصف الأربعينات والمنعقد في مطلع السنة الميلادية كل عام هو المرحلة الأولى  لمثل هذا الترقب حينما يقوم بإعلان قائمته الرئيسية للأفلام التي ستشارك في مضمار السابق للفوز بالسعفة الذهبية . وبالنسبة لهذا العام الذي تنعقد فيه دورته الحادي والسبعون في الثامن من مايو الجاري فإن قائمة الأفلام الثمانية عشر التي أعلن عنها ضمن المسابقة الرسمية ضمت العديد من المخرجين الكبار من رواد مهرجان كان والفائزبن بسعفتها الذهبية مسبقا ومشاهير الإخراج السينمائي في العالم .
ففي البداية سيفتتح المهرجان بفيلم الايراني أصغر فرهادي Everybody Knows وهو المخرج الذي حصل سابقا على أوسكارين كافضل فيلم أجنبي والفائز في كان 2016 كافضل سيناريو عن فيلمه الأوسكاري The Salesman  حيث يقدم هذا العام مستعينا بالنجوم الأسبان خافيير بارديم وبينلوبي كروز والأرجنتيني ريكاردو دارين دراما غامضة  حول امرأة اسبانية تعود من الارجنتين الى مسقط راسها لتبدأ الأحداث التي تظهر أسرارا إلى العلن  .
فيما التركي نوري جيلان والمتوقف منذ فيلمه الحاصل على سعفة كان 2014  عبر فيلمه الشهير Winter Sleep فهو الآخر سيعود مع المهرجان بفيلم The Wild Pear Tree  في قصة درامية حول المشاكل التي ستواجهها كاتبة طموحة حينما تعود إلى قريتها في إحدى أرياف تركيا .
بينما يشكل الكوري الرائع  لي تشانق دونق أكبر العائدين بعد توقف ثمان سنوات حينما قدم خمسة أفلام مميزة كأن آخرها عام 2010  بفيلم Poetry والفائز يومها في كان كأفضل سيناريو , حيث سيعود هذا العام بمشاركته الرابعة في المهرجان عبر فيلمه الجديد Burning  في  قصة دراما غامضة يقدم فيها عامل شاب خدمة لطيفة لامراة من الحي حال سفرها الى افريقيا والذي تعود منه بصحبة رجل غامض ذي هواية سرية خاصة .
ومن الصين وأحد اشهر وأبرز مخرجيها هذا الوقت زانغ كي جيا والذي سبق له المشاركة في كان خمس مرات أبرزها عام 2013  حينما فاز بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه A Touch of Sin  فهو سيعود هذا العام بعد توقف ثلاث سنوات  بفيلم Ash Is Purest White  حيث يقدم قصة دراما رومانسية يتجلى فيها الحب في أعنف صوره الممتدة لسبعة عشر عاما
كما يشهد مهرجان كان هذا العام عودة المخرج الأمريكي سبايك لي والذي سيق له التواجد أيضا في كان خمس مرات منذ عام 1986  حيث سيقدم هذا العام فيلما تاريخيا مثيرا بعنوان BlacKkKlansman  حول نجاح ضابط من أصل أفريقي في ولاية كولورادو  في التسلل إلى المنظمة العنصرية الشهيرة كلو كلوكس كلان .
ومن اليابان والمخرج الأشهر حاليا هيروكازو كوريدا  والمتواجد في كان  لست مرات سابقة منذ عام 2001 ابرزها حينما فاز بجائزة لجنة التحكيم عام 2013  عن فيلم Like Father, Like Son   فهو سيقدم هذا العام فيلم Shoplifters حول عائلة من المحتالين الصغار تتولى رعاية طفلا تجده في الشارع .
ومن أبرز العائدين للإخراج هذا العام في مشاركته الأولى في مهرجان كان السينمائي البولندي باول باوليكوسكي والمتوقف منذ خمس سنوات منذ فوز فيلمه الأشهر Ida  عام 2013  بأوسكار أفضل فيلم أجنبي حيث يقدم له مهرجان كان بطاقة العودة عبر فيلمه الجديد Cold War  في دراما رومانسية حول قصة حب بين شخصين من خلفيات متباينة فترة الحرب الباردة في الخمسينات .
كما سيشهد المهرجان عودة المخرجة اللبنانية نادين لبكي بفيلمها الثالث ومشاركتها الثالثة أيضا في المهرجان  لكن هذه المرة ضمن المسابقة الرسمية بعد أن كانت قد بدأت مع فيلم ” سكر بنات ” عبر ( أسبوع المخرجين )  ثم فيلم ” وهلأ لوين ! ” عبر قسم ( نظرة ما )  حيث تعاود نادين لبكي هنا موضوعا سياسيا في إحدى قرى الصيد حول دعوى قضائية مثيرة يتبناها أحد الفتيان لاسترداد حقه المسلوب  عبر فيلم  ” كفرناحوم ” , لكن المشاركة العربية الأبرز والأكثر لفتا للأنظار في مسابقة مهرجان كان هي مافعله المخرج المصري أبوبكر شوقي حينما تمكن ومن أول أفلامه الطويلة وفي أول مشاركة له في كان أن يكون ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وهذا مما لايحدث عادة مما يدب على جودة المستوى الفني الذي دعى منظمي المهرجان إلى قبوله  في المسابقة حيث يقدم أبوبكر شوقي هنا قصة  شخص مجذوم يترك مستعمرة خاصة للمجذومين في رحلة عبر مصر للبحث عن عائلته .
وبالعودة للحديث عن ابرز العائدين عبر مسابقة مهرجان كان الرسمية  فبالطبع هناك المخرج العظيم الفرنسي الشهير ذي الثمان وثمانين عاما  جان لوك غودار والاكثر مشاركة في كان حاليا بثمان مرات آخرها مع آخر أفلامه عام 2014  ” Goodbye to Language” والفائز حينها بجائزة لجنة التحكيم . حيث سيعود هذا العام بفيلم The Picture Book  في قصة درامية ذات خمسة فصول .
كما سيتواجد عبر المسابقة المخرج الايراني جعفر بناهي والمحكوم بالاقامة الجبرية والمنع من الظهور إثر مشاكل سياسية مع الحكومة الإيرانية حيث استطاع تصوير فيلمه الأخير هذا  Three Faces وإرساله للمهرجان كما فعل مع آخر أفلامه Taxi   عام 2015  حينما أرسله لمهرجان برلين ليفوز وقتها بالدب الذهبي في مهرجان برلين .
 

  • تم نشر المقال في مجلة ” زهرة الخليج “

ماالذي ستكسبه السينما في السعودية !!

ثلاث تواريخ  متعلقة  بالسينما كانت مهمة  في أوساط المجتمع السعودي ولعشاق السينما وصناع الأفلام بشكل خاص ..الحادي عشر من ديسمبر2017 حينما تم الإعلان عن السماح بافتتاح صالات العرض السينمائية  ثم العشرين من مارس 2018  حينما أعلنت الهيئة العامة للثقافة إطلاق ( المجلس السعودي للأفلام ) والذي ” يهدف إلى تطوير قطاع حيوي وبيئة مزدهرة لصناعة الأفلام والمحتوى في المملكة “. وأخيرا كان الثامن عشر من أبريل  2018  حينما تم وبشكل رسمي عرض أول فيلم تجاريا عبر صالة السينما في مركز الملك عبدالله المالي حيث وقع الاختيار بشكل جيد وذكي على الفيلم الحائز أعجابا جماهيريا ونقديا ومحققا لأرقام قياسية في شباك التذاكر الأمريكية  Black Panther
وحينما نتحدث تجاريا واستثماريا عن مكاسب هذه السينما فإنه بالنظرة المجردة سيبدو كل شيء موائما , فالسعودية ذات طبيعة استهلاكية كبيرة اظهرتها كثيرا تلك الحشود المتوافدة على فعاليات هيئة الترفيه منذ بدايتها , والشعب السعودي بطبيعته الاجتماعية وأوضاعه الاقتصادية كثيرا مايميل الى التنزه والسفر وحضور الفعاليات المختلفة والاستهلاك المتكرر بالاضافة لكون الاهتمام بمشاهد الأفلام  وتتبعها وحضورها في صالات السينما خارج البلاد يكاد أن يشكل هوية السنوات الأخيرة وجيل هذا الوقت كما تظهره مواقع النت والتواصل الاجتماعي وحركة الترجمة  وتحميل الأفلام ومعاينات السفر في الدول المجاورة .
وبما أننا افترضنا مسبقا دون -معطيات فعلية- هذه النظرة المجردة التي قررنا من خلالها كيف ان السعودية ستكون سوقا استهلاكيا واستثماريا كبيرا مع دخول صالات العرض السينمائي فإننا يمكننا الآن أن  ندعم هذه النظرة بالالتفات نحو السوق العالمي بداية من الدول الأقرب مثل الامارات العربية المتحدة الناجحة إجمالا في سوق صالات العرض السينمائية والتي تشير المصادر المعتبرة مثل امباير سينماس وغيرها الى أنه تم عام 2016  بيع عدد ستة عشر ونصف مليون تذكرة وهو مايعتبر رقما ضئيلا في السعودية التي يصل عدد السكان فيها الى 30 مليون نسمة ولذا فسيبدو الأمر وكأن نصف سكان السعودية فقط قد حضروا خلا سنة كاملة فيلما واحدا فقط !! وحينما نوسع الدائرة بشكل أكبر فسنجد انه في عام 2016 فيما تأتي الهند اولا في قائمة افضل 10 أسواق عالمية من حيث عدد الجمهور بواقع مليارين وخمسة عشر مليون تذكرة قبل الصين ثانيا وأمريكا الشمالية ثالثا فإننا سنجد أن المركز العاشر تتواجد فيه المملكة المتحدة بواقع 168 مليون تذكرة فقط !! وهو مايعني -بتقريبنا السابق –أنه بالكاد نصف سكان السعودية  سيحضرون 12 مرة فقط للسينما بمعدل مرة واحدة شهريا !! هذا الأمر لايبدو شيئا من طبيعة الشخصية السعودية التي تحب الترفيه وارتياد الاماكن الممتعة !
وبصورة أخرى وحسب قائمة افضل 10 أسواق عالمية لعام 2016 من حيث إيراردات شباك التذاكر هذه المرة ستعتلي أمريكا الشمالية القائمة بمبلغ 11.40 مليار دولار قبل الصين ثم اليابان فيما تأتي المكسيك عاشرا بمبلغ 790 مليون دولار وهي التي جاءت رابعا من حيث عدد الجمهور بواقع 321 مليون تذكرة , فيما المملكة المتحدة  التي جاءت عاشرا في عدد الجمهور تأتي هنا رابعا بمبلغ مليار و ستمائة وستين مليون دولار وبطبيعة الحال فإن هذا التفاوت في الترتيبات مابين القائمتين لكل دولة يعود لعدة اعتبارات أهمها سعر التذكرة نفسه الذي يبدو في المكسيك بدولاين ونصف تقريبا كمتوسط سعر في مقابل 10 دولارات في المملكة المتحدة !!
وبحسب هذه الأرقام التي اقتصرنا فيها على المرتبة العاشرة في كل قائمة لعام 2016 وبحسب السعر المتوقع للتذكرة في صالات العرض السينمائية في السعودية والذي سيتراوح مابين 13-8  دولار تقريبا فإنه يمكننا توقع عائدات ضخمة جدا تجعل السعودية  خلال سنوات متواجدة في هذه القوائم العالمية  وضمن الدول العشر في العالم من حيث عدد الحضور وإيرادات شباك التذاكر ( بشرط أساسي ومؤثر للغاية ) وهو توفر صالات العرض الكافية بأحدث الأنظمة  لاستيعاب الجماهير الكبيرة ودعم شركات التوزيع لعرض أحدث الأفلام المتنوعة وإيجاد منظومة قوانين ورقابة محفزة لهذا الاستثمار وليس العكس !! والذي ربما ينفر المشاهد ويجعله  مستعدا للانسحاب في اول التجربة حيث المعول دائما على الاستمرارية وايجاد الرابطة القوية مع الجمهور السعودي ليبدو له الحضور للسينما كفعل ترفيهي معتاد واسلوب حياة تقليدي

  • نشر في مجلة زهرة الخليج /أبريل 2018

المرأة في سينما 2017 ذاتاً وموضوعاً !

في الحفل الأخير عام لجوائز الغولدن غلوب 2017 كان – وبحسب ماكان منتظرا أو متوقعا عند الكثير – قد تم  الاعلان عن فوز مسلسل ” حكاية خادمة ” The Handmaid’s Tale في موسمه الأول كأفضل مسلسل درامي في السنة !! لم يكن الأمر متعلقا فحسب بمستوى القصة الدرامي وغرابتها المثيرة وإنما تبدو المعالجة هنا لموضوع ” المرأة ” ككيان وهوية إنسانية أكثر بعدا وعمقا … وأكثر سوداوية !! حينما تعلن فكرة المسلسل التي كتبها بروس ميلر أن النظام الأبوي البطريركي ليس نظاما تاريخيا يمكن السخرية منه فحسب .. بل فكرة مرعبة ومحتملة في ظل النزعات البشرية التي تتعامل مع الأمور ببراغماتية محضة ! ففكرة المسلسل تدور في المستقبل القريب حيث تبدو البشرية على حافة الانقراض حينما تتوقف النساء تماما عن الحمل والإنجاب لسبب ما سوى مجموعة نادرة من النساء اللاتي تقوم الحكومة الأمريكية حينها باعتقالهن واستغلالهن في الخدمة والانجاب وفق نظام ديكتاتوري ثيوقراطي صارم .. إنها فكرة موحشة أن كل التقدم التي حققته المجتمعات البشرية في مجال حقوق المرأة واستقلالها هو رهين النظام والقانون الذي يصنعه ” الذكور ” انفسهم !!
وعلى نفس المستوى من جوائز الغولدن غلوب يفوز كأفضل مسلسل قصير من نفس العام مسلسل Big Little Lies بنجماته الثلاث نيكول كيدمان وريس ويترسبون وشايلين وودلي والذي يتناول ” المرأة ” بشكل مختلف ينحو للإثارة والتشويق لكنه في المقابل يضع المرأة كمحور حدث حينما تكون ضحية تحرش واغتصاب وعنف منزلي !!
هذا الأمر لايبدو جديدا على مستوى التلفزيون أو السينما وانما هو امتداد متسق لسنوات سابقة يشكل فيها هذا الطرح نوعا من الصدى أيضا والانعكاس لتعالي صوت المرأة حقوقيا في العالم أجمع وبروز كل مظاهر الاضطهاد او التمييز التي تعانيه في محتلف المجتمعات وان كنت أعتقد ان مسلسل “حكاية خادمة ” يرمي حجر الجلة لمسافة أبعد مما كانت عليه سابقا !!
ربما أقرب صورة سينمائية لما سبق الحديث عنه هو الفيلم السويسري الذي قدمته المخرجة بيترا فولب عام 2017 في فيلم ” الامر الإلهي / The Divine Order ” حينما عادت بالزمن الى مطلع السبعينات في الريف السويسري حيث يبدو مجتمعا صغيرا يهتز استقراره ” الذكوري ” حينما تتأثر بعض النساء والزوجات بحركة مايو 1968 التي بدأت في المدن السويسرية الكبرى مطالبة بحق المرأة في التصويت !! وصراعها ضد ” الرجل ” في اكتساب مزيد من الاستقلال .
وحيث أن من يقف خلف الفيلم ” امرأة ” فهذا سيقودنا بطبيعة الحال إلى ابرز مخرجات 2017 والتي تتصدرها المخرجة الأفضل تاريخيا – بحسب وجهة نظري – والتي كانت المرأة محورا أساسيا في أفلامها وهي البلجيكية ذات التسعين عاما آغنيس فاردا صاحبة الروائع السينمائية مثل Le Bonheur 1956 , Cleo from 5 to 7 , Vagabond لكنها اختارت لعام 2017 أن تقدم فيلما وثائقيا جميلا ولطيفا للغاية بعنوان Faces Places حيث تتجحول في الريف الفرنسي مع المصور المحترف JR ليقوموا بتشكيل صداقات جديدة ورسم الكثير من الوجوه على الحوائط والجدران .
فيما يأتي أيضا اسم المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا باعتبارها اسما نسائيا بارزا لعام 2017 حيث فازت في مهرجان كان 2017 كافضل إخراج عبر فيلمها ” The Beguiled ” والذي تضع فيه صوفيا مجموعة من الفتيات في محل اختبار نفسي مضطرب عبر قصة بنات يحتمين في مدرسة بفرجينيا فترة الحرب الأمريكية الأهلية يتفاجأن بقدوم جندي جريح فيتولين رعايته والاهتمام به مما يدفع الامور الى نزاعات مضطربة وغير متوقعة .
وفي المقابل فإن النجمة أنجلينا جولي والمعروفة ايضا بمبادراتها الإنسانية كسفيرة للأمم المتحدة ونشاطاتها المتعددة في مجال حقوق المرأة وغيرها تعود مرة أخرى للإخراج هذا العام 2017 لتحقق فيلمها الروائي الطويل الرابع والأكثر نجاحا بتحقيقه أعجابا نقديا وجماهيريا حينما اعتمدت على أحداث واقعية من كتاب بنفس الاسم ” First They Killed My Father ” والذي تروي فيه الكاتبة والناشطة الكمبودية لونغ اونغ تجربتها الفظيعة حينما كانت طفلة تحت حكم الخمير الحمر !! وكان الفيلم قد حقق ترشيحا مهما كأفضل فيلم بلغة اجنبية في جوائز الغولدن غلوب 2017
بينما النجاح الابرز سينمائيا لعام 2017 سيكون من نصيب الممثلة ذات الخمس وثلاثين عاما غريتا غيرويغ والتي استطاعت أن تحصل على ترشيحين مهمين هما في الاوسكار هما افضل نص أصلي وافضل مخرجة في تجربتها الثانية عن فيلم هو الآخر كان مرشحا لاوسكار أفضل فيلم وأفضل ممثلة وهو فيلم الدراما الكوميدية Lady Bird حيث تروي غريتا هنا بالذهاب لمرحلة عمرية مضطربة لدى الفتيات ومقلقة بشأن تشكيل هويتها الأنثوية عبر حكاية فتاة الثانوية المندفعة التي لاتجد شيئا يجذبها في حيتها ومدينتها ساكرامنتو وسط توتر علاقتها داخل العائلة وقلقها من فرصة القبول في الكلية ورغبتها في انهاء روايتها الرومانسية الأولى !!
بقي أن اشير في النهاية إلى أن هناك عددا من المخرجات المميزات لعام 2017 قدمن أفلاما جميلة ذات موضوعات مختلفة وإن كانت في النهاية ذات نفس إنساني وحقوقي مثل الأمريكية كاثرين بيغلو في فيلم DETROIT
في قصة تعود للستينات حول الغارة التي شنتها الشرطة في ديترويت ضد إحدى الانتفاضات الشعبية بشيء من الممارسة العنصرية ضد السود , و النيوزلندية نيكي كارو بفيلم THE ZOOKEEPER’S WIFE تعود بدراما تاريخية حول عملية انقاذ المئات من الناس والحيوانات في حديقة حيوان في وارسو ايام الهجوم النازي في الحرب العالمية الثانية , و الاسكتلندية ليني رامزي بفيلم YOU WERE NEVER REALLY HERE حيث شاركت في مهرجان كان أيضا عبر قصة جندي محارب قديم يسعى لإنقاذ فتاة من عملية المتاجرة بالجنس , واليابانية نعومي كاواسي في قصة رومانسية عاطفية تجمع لعلاقة بين مصور فوتغرافي يعاني من تدرج ضعف البصر بفتاة ذات واقع منفصل ! والسعودية هيفاء المنصور في فيلم بايوغرافي باسم Mary Shelley عن العلاقة العاطفية المبكرة لماري شيللي مؤلفة الرواية الشهيرة ” فرانكشتاين “.

  • نشر في مجلة زهرة الخليج /أبريل 2018